صفحة جزء
9770 - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون (ق) عن المغيرة - (صح)


(لا تزال) بالمثناة أوله (طائفة من أمتي) أي أمة الإجابة (ظاهرين) على الناس أي غالبين منصورين، وهم جيوش الإسلام، أو العلماء الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر، فالمقاتلة معنوية (حتى يأتيهم أمر الله) أي القيامة (وهم) أي والحال أنهم (ظاهرون) على من خالفهم، واحتمال أنه أراد بالظهور الشهرة وعدم الاستتار بعيد، وزاد مسلم : إلى يوم القيامة، أي إلى قربه، وهو حين تأتي الريح فتقبض روح كل مؤمن، وهو المراد بأمر الله هنا، فلا تدافع بينه وبين خبر: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، وفيه معجزة بينة، فإن أهل السنة لم يزالوا ظاهرين في كل عصر إلى الآن، فمن حين ظهرت البدع على اختلاف صنوفها، من الخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم لم يقم لأحد منهم دولة، ولم تستمر لهم شوكة، بلكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بنور الكتاب والسنة، فلله الحمد والمنة، وزعمت المتصوفة أن الإشارة إليهم، لأنهم لزموا الاتباع بالأحوال، وأغناهم الاتباع عن الابتداع، قال بعضهم: ويحتمل أن هذه الطائفة مؤلفة من أنواع المؤمنين، منهم شجعان، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد وغير ذلك، ولا يلزم كونهم من قطر واحد

(ق عن المغيرة) بن شعبة، ورواه مسلم أيضا من حديث جابر بلفظ: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة أكرم الله بها هذه الأمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية