صفحة جزء
9810 - لا تصحبن أحدا لا يرى لك من الفضل كمثل ما ترى له (حل) عن سهل بن سعد - (ض)


(لا تصحبن أحدا لا يرى لك من الفضل كمثل ما ترى له) كجاهل قدمه المال وبذل الرشوة في فضائل دينية لحاكم [ ص: 406 ] ظالم منعها أهلها، وأعطاه مكافأة لرشوته، فتصدر وترأس وتنكب عن أن يرى لأحد مثل ما يرى له، وتشبه بالظلمة في تبسطهم وملابسهم ومراكبهم. قال بعضهم: وكان يشير إلى تجنب صحبة المتكبرين المتعاظمين في دين أو دنيا، سواء كان فوقه أو دونه، لأنه إن كان فوقه لم يعرف له حق متابعته وخدمته، بل يراه حقا عليه وأنه شرف بصحبته، فإن صحبته في طلب الدين قطعك بكثرة اشتغاله عن الله، وإن صحبته للدنيا من عليك برزق الله، وإن كان دونك لم يعرف لك حرمة، بل يرى له حقا بصحبته لك، فإن صحبته في الدين كدره عليك بسوء معاشرته، أو للدنيا لم تأمن من أذيته وخيانته، وفي المجالسة للدينوري عن الأصمعي : ما تاه علي أحد قط مرتين، قيل: وكيف؟ قال: لأنه إذا تاه علي مرة لم أعد له، وقيل:


إذا تاه الصديق عليك كبرا. . . فته كبرا على ذاك الصديق



وقال بعض البلغاء: أخبث الناس المساوي بين المحاسن والمساوي. قال الغزالي: وأوصى علقمة العطاردي ابنه عند وفاته فقال: إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا مددت يدك بالخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدها، ومن إذا قلت صدق قولك، وإن حاولت أمرا أمدك، وإن تنازعتما في شيء آثرك، قال علي رضي الله عنه :


إن أخاك الحق من كان معك. . .     ومن يضر نفسه لينفعك


ومن إذا ريب الزمان صدعك. . .     شتت فيه شمله ليجمعك



ومن كلامهم البديع:


محك المودة والإخاء. . .     حالة الشدة دون الرخاء



ومن ثم قيل:


دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة. . .     وفي الشدائد تعرف الإخوان



(حل عن سهل بن سعد ) وفيه عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قال الذهبي : قال ابن يونس: وضع أحاديث فافتضح بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية