صفحة جزء
9835 - لا تغضب (حم خ ت) عن أبي هريرة (حم ك) عن جارية بن قدامة- (صح)


(لا تغضب) أي لا تفعل ما يحملك على الغضب، أو لا تفعل بمقتضاه، بل جاهد النفس على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به، فإذا ملك الإنسان كان في أسره وتحت أمره، ومن ثم قال سبحانه ولما سكت عن موسى الغضب فمن لم يمتثل ما يأمره به غضبه وجاهد نفسه اندفع عنه شر غضبه، وربما سكن عاجلا، وإليه الإشارة بقوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون ومن غضب فإنه في الحقيقة إنما يغضب على ربه، فقال بعض الصوفية: الغضب نسيان العبودية؛ لأن صفة العبد الذلة والانكسار والصغار والاضطرار، ومن هذا حاله كيف يليق به الغضب؟ وكفى المغضوب عقوبة في الدنيا [ ص: 414 ] الاحتراق بنار نفسه، وفي الأخرى إبطال حسناته

(حم خ) في الأدب (ت) في البر (عن أبي هريرة ) ولم يخرجه مسلم ، ورواه الطبراني عن أبي الدرداء وزاد: ولك الجنة، قال المنذري: بسندين أحدهما صحيح (حم ك عن جارية بن قدامة) التميمي السعدي ، صحابي على الصحيح، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد عليه مرارا قال: لا تغضب، قال حارثة: ففكرت فإذا الغضب يجمع الشر كله، وفي بعض طرقه: ما يبعدني من غضب الله؟ قال: لا تغضب، وفي رواية: أوصني ولا تكثر، وفي أخرى: مرني بأمر وأقلله كي أعقله، وفي أخرى: أعيش به سيدا في الناس ولا تكثر، قال: لا تغضب.

التالي السابق


الخدمات العلمية