صفحة جزء
518 - " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه؛ ولا يعو؛ فإن الشيطان يضحك منه " ؛ (هـ)؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).


(إذا تثاءب أحدكم؛ فليضع يده) ؛ ندبا؛ (على فيه؛ ولا يعو) ؛ بمثناة تحتية مفتوحة؛ وعين مهملة؛ وواو مكسورة؛ أي: لا يصوت؛ ويصح؛ يقال: " عوى الكلب" ؛ نبح؛ و" الذئب يعوي - بالكسر - عواء" ؛ بالمد؛ والضم؛ صاح؛ قال الزمخشري : " فلان لا يعوي" ؛ لا ينبح؛ ومن المستعار: " عويت عن الرجل" ؛ إذا اغتيب فرددت عنه عواء المغتاب؛ انتهى؛ (فإن الشيطان يضحك منه) ؛ شبه المسترسل في التثاؤب؛ بعواء الكلب؛ تنفيرا منه؛ واستقباحا له؛ فإن الكلب يرفع رأسه؛ ويفتح فاه؛ ويعوي؛ والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب أشبهه؛ ومنه تظهر النكتة في كونه يضحك منه؛ لأنه يصيره ملعبة له؛ بتشويه خلقه في تلك الحالة.

(تنبيه) : قال الحافظ العراقي - رحمه الله (تعالى) -: الأمر بوضع اليد على فمه؛ هل المراد به وضعها عليه إذا انفتح بالتثاؤب؛ أو وضعها على الفم المنطبق؛ حفظا له عن الانفتاح بسبب ذلك؟ كل محتمل؛ أما لو رده فارتد؛ فلا حاجة للاستعانة بيده؛ مع انتفائه بدون ذلك.

(هـ)؛ في الصلاة؛ (عن أبي هريرة ) ؛ رمز المؤلف لضعفه؛ وهو كذلك؛ وممن جزم بضعفه مغلطاي؛ فقال: ضعيف؛ لضعف رواية عبد الله بن سعيد المقبري ؛ ونكارة حديثه؛ انتهى؛ والحديث له أصل عند مسلم وغيره؛ بتغيير قليل في اللفظ.

التالي السابق


الخدمات العلمية