صفحة جزء
522 - " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها؛ وجمالها؛ كان فيها سداد من عوز " ؛ الشيرازي؛ في الألقاب؛ عن ابن عباس ؛ وعن علي؛ (ض).


(إذا تزوج الرجل المرأة لدينها) ؛ أي: لأجل أنها دينة؛ أي: متصفة بصفة العدالة؛ وليس المراد العفة عن خصوص الزنا؛ (وجمالها) ؛ أي: حسنها؛ وبراعة صورتها؛ (كان فيها سداد) ؛ بالرفع؛ على أن " كان" ؛ تامة؛ وبالنصب على أنها ناقصة؛ (من عوز) ؛ بالتحريك؛ أي: كان فيها ما يدفع الحاجة؛ ويسد الخلة؛ ويقوم ببعض الأمر؛ و" السداد" ؛ بالكسر: ما يسد به الفقر؛ وتدفع به فاقة الحاجة؛ قيل: والفتح هنا خطأ؛ واعترض؛ و" عوز الشيء عوزا" ؛ من باب " تعب" ؛ عز؛ فلم يوجد؛ و" أعوزه الشيء" ؛ احتاج إليه؛ وقال الزمخشري وغيره: " أصابه عوز" ؛ وهو الحاجة؛ والفقر؛ و" شيء معوز" ؛ عزيز؛ لم يوجد؛ انتهى؛ وفي تعبير المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بهذه العبارات إيماء إلى أن ذلك غير مبالغ في حمده؛ لأن في تزوج الجميلة حظا شهوانيا؛ وميلا نفسانيا؛ وأن اللائق بالكمال تمحض القصد للدين؛ وعدم الالتفات إلى جهة الجمال؛ وإن كان حاصلا؛ وقيل: أراد أنه إذا تزوجها لدينها؛ ليستعف بها؛ ويصون نفسه؛ [ ص: 317 ] لا لرغبته في مالها؛ وجمالها؛ أعين عليها؛ وكان فيها سداد من عوز المال والنكاح.

(الشيرازي؛ في) ؛ كتاب؛ (الألقاب) ؛ والكنى؛ وكذا العسكري؛ (عن ابن عباس ؛ وعن علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ وفيه هيثم بن بشير؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: حجة حافظ؛ يدلس؛ وهو في الزهري : لين؛ وحكم ابن الجوزي بوضعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية