صفحة جزء
524 - " إذا تسارعتم إلى الخير؛ فامشوا حفاة؛ فإن الله يضاعف أجره على المنتعل " ؛ (طس خط) ؛ عن ابن عباس ؛ (ض).


(إذا تسارعتم) ؛ أي: تبادرتم؛ (إلى الخير) ؛ أي: إلى فعل قربة؛ (فامشوا حفاة) ؛ ندبا؛ أي: بلا نعل؛ ولا خف؛ (فإن الله يضاعف) ؛ من " المضاعفة" ؛ يعني: الزيادة؛ (أجره) ؛ أي: أجر الماشي حافيا؛ أو الحفا المفهوم من " حفاة" ؛ ويصح عود الضمير على الله؛ (على) ؛ أجر؛ (المنتعل) ؛ أي: لابس النعل؛ إن قصد به التواضع؛ والمسكنة؛ وكسر النفس الأمارة؛ فإن الأجر على قدر النصب؛ وما يقاسيه الحافي من تألم رجليه؛ بنحو شوك وأذى وحرارة الأرض أو بردها؛ فوق ما يحصل للمنتعل بأضعاف مضاعفة؛ قال ابن الجوزي : من أهل العلم من يمشي حافيا؛ عملا بهذا الحديث الموضوع؛ وشبهه؛ وذلك مما تنزه الشريعة عنه؛ والمشي حافيا يؤذي العين؛ والقدم؛ وينجسها؛ انتهى؛ والأوجه أنه إن أمن تنجس قدميه؛ ككونه في أرض رملية مثلا؛ ولم يؤذه؛ فهو محبوب أحيانا؛ بقصد هضم النفس؛ وتأديبها؛ ولهذا ورد أن المصطفى كان يمشي حافيا؛ ومنتعلا؛ وكان الصحب يمشون حفاة؛ ومنتعلين؛ وعلى خلاف ذلك يحمل الأمر بالانتعال؛ وإكثار النعال.

(طس خط؛ عن ابن عباس ) ؛ ورواه عنه أيضا الحاكم ؛ في تاريخه؛ والديلمي ؛ وفيه سليمان؛ عن عيسى بن نجيح؛ قال الذهبي : كان يضع؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ وأقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات؛ لكن يقويه بعض قوة خبر الطبراني : " من مشى حافيا في طاعة؛ لم يسأله الله يوم القيامة عما افترض عليه" ؛ لكن قيل بوضعه أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية