صفحة جزء
531 - " إذا تمنى أحدكم؛ فلينظر ما يتمنى؛ فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته " ؛ (حم خد هب) ؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).


(إذا تمنى أحدكم) ؛ أي: اشتهى حصول أمر مرغوب فيه؛ " تفعل" ؛ من " الأمنية" ؛ و" التمني" : إرادة تتعلق بالمستقبل؛ فإن كان في خير؛ فمحبوب؛ وإلا فمذموم؛ وقيل: حديث النفس بما يكون؛ وما لا يكون؛ وهو أعم من الترجي؛ لاختصاصه بالممكن؛ (فلينظر) ؛ أي: يتأمل؛ ويتدبر في (ما يتمنى) ؛ أي: فيما يريد أن يتمناه؛ فإن كان خيرا تمناه؛ وإلا كف عنه؛ (فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) ؛ أي: ما يقدر له منها؛ وتكون أمنيته لسبب حصول ما تمناه؛ وله ساعات لا يوافقها سؤال سائل إلا وقع المطلوب على الأثر؛ فالحذر من تمني المذموم؛ الحذر؛ وفيه أمر المتمني أن يحسن أمنيته؛ وكان الصديق كثيرا ما يتمثل بقوله:


احذر لسانك أن تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق



ولما نزل الحسين بكربلاء؛ سأل عن اسمها؛ فقيل: " كربلاء" ؛ فقال: " كرب؛ وبلاء" ؛ فجرى ما جرى.

(حم خد هب؛ عن أبي هريرة ) ؛ رمز لحسنه؛ وهو أعلى؛ فقد قال الهيتمي: رجال أحمد رجال الصحيح؛ وأقول: في مسند البيهقي ضعفاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية