صفحة جزء
532 - " إذا تمنى أحدكم؛ فليكثر؛ فإنما يسأل ربه " ؛ (طس)؛ عن عائشة .


[ ص: 320 ] (إذا تمنى أحدكم) ؛ على ربه؛ من خير الدارين؛ (فليكثر) ؛ الأماني؛ (فإنما يسأل ربه) ؛ الذي رباه؛ وأنعم عليه؛ وأحسن إليه؛ (عز وجل) ؛ فيعظم الرغبة؛ ويوسع المسألة؛ ويسأله الكثير؛ والقليل؛ حتى شسع النعل؛ فإنه إن لم ييسره؛ لا يتيسر؛ كما في الحديث الآتي؛ فينبغي للسائل إكثار المسألة؛ وألا يختصر؛ ولا يقتصر؛ فإن خزائن الجود سحاء الليل والنهار؛ أي: دائمة؛ لا ينقصها شيء؛ ولا يفنيها عطاء ؛ وإن جل وعظم؛ لأن عطاءه بين الكاف؛ والنون؛ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ؛ قال الزمخشري : وليس ذا بمناقض لقوله - سبحانه وتعالى -: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ؛ فإن ذلك نهي عن تمني ما لأخيه؛ بغيا وحسدا؛ وهذا تمنى على الله - عز اسمه - خيرا في دينه؛ ودنياه؛ وطلب من خزائنه؛ فهو نظير: واسألوا الله من فضله

(طس؛ عن عائشة ) ؛ رمز لحسنه؛ وهو تقصر؛ أو قصور؛ وحقه الرمز لصحته؛ فقد قال الحافظ الهيتمي وغيره: رجاله رجال الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية