صفحة جزء
568 - " إذا حم أحدكم؛ فليسن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر " ؛ (ن ع ك) ؛ والضياء ؛ عن أنس ؛ (صح).


(إذا حم أحدكم) ؛ بالضم؛ والتشديد؛ أصابه الحمى؛ وهي كما قال ابن القيم: حرارة تشتعل بالقلب؛ وتنتشر منه بتوسط الروح والدم في العروق إلى كل البدن؛ وهي أنواع كثيرة؛ (فليسن) ؛ بسين مهملة مضمومة؛ في خط المؤلف؛ ونقطها من تحت بثلاث نقط لئلا تشتبه بمعجمة؛ أو بشين معجمة؛ وعليه اقتصر في النهاية؛ وادعى الضياء أنه تحريف؛ (عليه من الماء البارد) ؛ أي: فليرش عليه منه رشا متفرقا؛ قال في النهاية: و" الشن" ؛ بالمعجمة: الصب المتقطع؛ و" السن" ؛ بالمهملة: الصب المتصل؛ وهو يؤيد رواية المعجمة؛ وبما أيد به أيضا أن أسماء بنت الصديق - رضي الله عنها - كانت ترش على المحموم قليلا من الماء بين ثدييه؛ وثوبه؛ وهي لملازمتها للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - داخل بيته أعلم بمراده؛ وقال العسكري: بمهملة؛ وقال: بمعجمة؛ (ثلاث ليال من) ؛ أي: في؛ (السحر) ؛ بفتحتين؛ أي: قبيل الصبح؛ فإنه ينفع في فصل الصيف في القطر الحار في الحمى العرضية؛ أو الغب الخالصة الخالية عن الورم والفتق والأعراض الرديئة والمواد الفاسدة؛ فتطفئها بإذن الله (تعالى)؛ إذا كان الفاعل لذلك من أهل الصدق واليقين؛ فالخبر ورد على سؤال سائل حاله ذلك؛ ولا يطرد في غيره.

(ن) ؛ في الطب؛ (ع ك؛ والضياء) ؛ المقدسي ؛ و" طب" ؛ والطحاوي ؛ وأبو نعيم ؛ (عن أنس ) ؛ قال الحاكم : على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي ؛ وسكت عليه عبد الحق؛ فاقتضى تصحيحه؛ وقال ابن القطان: إسناده لا بأس به؛ وقال في الفتح: سنده قوي؛ وقال الهيتمي - بعد عزوه للطبراني -: رجاله ثقات؛ فما نسب للمؤلف من أنه رمز لضعفه؛ لا يعول عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية