صفحة جزء
60 - " ابنوا المساجد؛ واتخذوها جما " ؛ (ش هق) ؛ عن أنس ؛ (ح).


(ابنوا المساجد) ؛ ندبا؛ (واتخذوها) ؛ أي: اجعلوها؛ قال الحراني : من " الاتخاذ" ؛ " افتعال" ؛ مما منه المؤاخذة؛ كأنه " الوخذ" ؛ وهو يصير في المعنى نحو الأخذ في الحس؛ (جما) ؛ بضم الجيم؛ وشد الميم؛ أي: اجعلوها - ندبا - بلا شرف؛ جمع " أجم" ؛ وهو ثور؛ أو كبش بلا قرن؛ فأطلق القرون على الشرف؛ مجازا؛ قال الزمخشري : من المجاز: " حصن أجم" ؛ لا شرف له؛ و" قرية جماء" ؛ و" ابنوا المساجد جما" ؛ فيكره اتخاذ الشرف؛ لأنه من الزينة المنهي عنها؛ ومن المحدث؛ قال المقريزي في تذكرته: مات عثمان والمسجد بلا شرافات؛ وأول من أحدثها عمر بن عبد العزيز ؛ قال الشافعية: وتكره الصلاة في مسجد بشرف؛ لما في سنن البيهقي عن ابن عمر : " نهانا - أو نهينا - أن نصلي في مسجد مشرف" ؛ وأخذ منه كراهتها في المزوق والمنقوش بالأولى؛ لما فيه من شغل قلب المصلي؛ ويحرم نقشه واتخاذ شرافات له من غلة ما؛ وقف على عمارته؛ أو مصالحه.

(ش هق) ؛ من حديث زهدم؛ عن ليث بن أبي سليم ؛ عن أيوب؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ رمز المؤلف لحسنه هنا؛ وصرح به في أصله؛ فقال: حسن؛ وليس كما ذكر؛ فقد جزم الذهبي وغيره بأن فيه ضعفا؛ وانقطاعا؛ فإنه لما ساقه البيهقي من سنن أبي داود بسنده؛ استدرك عليه فقال: قلت: هذا منقطع؛ وتقدمه لذلك ابن القطان؛ فقال: ليث ضعيف؛ وفيه انقطاع؛ وأطال في بيانه؛ وأقره مغلطاي .

التالي السابق


الخدمات العلمية