صفحة جزء
637 - " إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي؛ فقولوا: لعنة الله على شركم " ؛ (ت) ؛ عن ابن عمر ؛ (ض).


(إذا رأيتم) ؛ أي: وجدتم؛ (الذين يسبون) ؛ أي: يشتمون؛ (أصحابي) ؛ كلهم؛ أو بعضهم؛ (فقولوا) ؛ لهم: (لعنة الله على شركم) ؛ قال الزمخشري : هذا من كلام المنصف؛ الذي كل من يسمعه - من موال؛ أو منافر - قال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك؛ فهو على وزان: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ؛ وقول حسان :


.............. ... وشركما لخيركما الفداء



والتعريض والتورية أوصل بالمجادل إلى الغرض؛ وأهجم على القلب؛ وأدعى إلى القبول؛ وأبعث على الاستماع؛ والامتثال؛ ولو قال: " فالعنوهم" ؛ لم يكن بتلك المثابة؛ وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح؛ لأنه يتأمل فيه؛ فربما قاده التأمل إلى التقبل؛ ومنه حكي عن الشافعي أن رجلا واجهه بشيء؛ فقال: لو كنت بحيث أنت؛ لاحتجت إلى أدب؛ وسمع رجل ناسا يتحدثون في الحجر؛ فقال: ما هو بيتي؛ ولا بيتكم؛ إلى هنا كلامه؛ ولم يطلع عليه من عزاه للطيبي؛ كالمؤلف.

(ت؛ عن ابن عمر ) ؛ ظاهر صنيع المؤلف أن الترمذي خرجه؛ وأقره؛ ولا كذلك؛ بل عقبه بأنه منكر؛ وعزو الحديث لمخرجه مع حذف ما أعقبه به من بيان القادح؛ من سوء التصرف؛ ورواه الطبراني أيضا؛ عن ابن عمر ؛ باللفظ المذكور؛ قال الهيتمي: وفيه سيف بن عمر ؛ متروك.

التالي السابق


الخدمات العلمية