صفحة جزء
646 - " إذا رأيتم المداحين؛ فاحثوا في وجوههم التراب " ؛ (حم خد م د ت) ؛ عن المقداد بن الأسود ؛ (طب هب) ؛ عن ابن عمر ؛ (طب)؛ عن ابن عمرو ؛ والحاكم ؛ في الكنى؛ عن أنس ؛ (صح).


(إذا رأيتم المداحين) ؛ أي: الذين صناعتهم الثناء على الناس؛ و" المدح" ؛ كما في الصحاح: الثناء الحسن؛ قال التبريزي : من قولهم: " تمدحت الأرض" ؛ إذا اتسعت؛ فكان معنى " مدحته" : وسعته شكرا؛ (فاحثوا في وجوههم التراب) ؛ " الحثو" ؛ في التراب؛ بمنزلة الصب في الماء؛ والمراد زجر المادح؛ والحث على منعه من المدح؛ لإيرائه الغرور والتكبر؛ أو أنه يخيب؛ ولا يعطى؛ أو معناه: أعطوهم قليلا يشبه التراب لقلته؛ وخسته؛ أو اقطعوا ألسنتهم بالمال؛ فإنه شيء حقير كالتراب؛ وهذا يؤذن بذم الاحتراف بالشعر؛ وقيل: لا تؤاخ شاعرا؛ فإنه يمدحك بثمن؛ ويهجوك مجانا؛ قال بعضهم:


الكلب والشاعر في منزل ... فليت أني لم أكن شاعرا

    هل هو إلا باسط كفه
... يستطعم الوارد والصادرا؟

[ ص: 363 ] (حم خد م ت؛ عن المقداد ) ؛ بكسر الميم؛ ( ابن الأسود ؛ طب هب؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ (طب؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ ( الحاكم في الكنى) ؛ والألقاب؛ (عن أنس ) ؛ قال الهيتمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية