صفحة جزء
663 - " إذا سألتم الله (تعالى)؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه سر الجنة " ؛ (طب)؛ عن العرباض.


(إذا سألتم الله - تعالى) ؛ أي: أردتم سؤاله؛ (فاسألوه الفردوس) ؛ لفظ سرياني؛ أو رومي؛ أو قبطي؛ (فإنه سر الجنة) ؛ بكسر السين؛ وشد الراء: أفضل موضع فيها؛ و" السر" : جوف كل شيء ولبه وخالصه؛ والمراد أنه وسط الجنة؛ وأوسعها؛ وأعلاها؛ وأفضلها؛ والوسط أبعد من الخلل والآفات من الأطراف؛ قال ابن القيم: والجنة مقببة؛ أعلاها أوسعها؛ وكلما علت اتسعت؛ وهذا الحديث ورد بألفاظ أخر؛ منها ما في الصحيحين: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه وسط الجنة؛ وأعلى الجنة" ؛ أي: في الارتفاع؛ وفوقه عرش الرحمن؛ واستشكل بخبر أحمد ؛ عن أبي هريرة مرفوعا: " إذا صليتم علي؛ فاسألوا الله لي الوسيلة؛ أعلى درجة في الجنة؛ لا ينالها إلا رجل واحد؛ وأرجو أن أكون أنا هو" ؛ وفي حديث آخر: " الوسيلة درجة عند الله؛ ليس فوقها درجة؛ فاسألوا الله لي الوسيلة" ؛ فقضيته أن الوسيلة أعلى درجات الجنة؛ وهي خاصة به؛ فهي أعلى الفردوس؛ وجمع بأن الفردوس أعلى الجنة؛ وفيه درجات؛ أعلاها: الوسيلة؛ ولا مانع من انقسام الدرجة الواحدة إلى درجات؛ بعضها أعلى من بعض؛ ثم إن مما ذكر من الأمر بسؤال الفردوس لا يعارضه خبر: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه العفو والعافية" ؛ لأن المراد السؤال لكل مطلوب؛ لكن الأول أخروي؛ والثاني عام.

(طب)؛ وكذا البزار ؛ (عن العرباض) ؛ [ ص: 369 ] بكسر العين المهملة؛ وسكون الراء بعدها موحدة؛ وأخرى معجمة؛ ابن سارية؛ السلمي ؛ أبي نجيح؛ صحابي كوفي؛ قال الهيتمي: ورجاله وثقوا؛ انتهى؛ وبه يعلم أن رمز المؤلف لحسنه تقصير؛ وحق الرمز لصحته؛ وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ ولا كذلك؛ بل بقيته عند مخرجه الطبراني : " عليك بسر الوادي؛ فإنه أمرعه؛ وأعشبه" ؛ انتهى بلفظه؛ والحديث رواه البخاري ؛ أي: بلفظ: " إذا سألتم الله؛ فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة؛ وأعلى الجنة؛ وفوقه عرش الرحمن" .

التالي السابق


الخدمات العلمية