صفحة جزء
677 - " إذا سرتك حسنتك؛ وساءتك سيئتك؛ فأنت مؤمن " ؛ (حم حب طب ك هب) ؛ والضياء ؛ عن أبي أمامة ؛ (صح).


(إذا سرتك) ؛ أي: أفرحتك؛ وأعجبتك؛ وأصل " السرور" : لذة في القلب عند حصول نفع؛ أو توقعه؛ (حسنتك) ؛ أي: عبادتك؛ لكونك جازما بصدق الشارع فيما جاء به عن الله (تعالى)؛ من حصول الثواب عليها؛ سميت " حسنة" ؛ لأن بها يحسن حال فاعلها؛ وهي سبب إحسان الله (تعالى)؛ وإضافتها له من حيث الكسب؛ (وساءتك سيئتك) ؛ أي: أحزنك ذنبك؛ لكونك قاطعا بصدق الشارع فيما توعد به من العقاب عليها؛ سميت " سيئة" ؛ لأن بها يسوء حال فاعلها؛ وهي سبب كل سوء؛ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ؛ (فأنت مؤمن) ؛ أي: فذلك علامة إيمانك؛ بل ذلك هو حقيقة الإيمان؛ وليس الإيمان إلا تصديق الشارع فيما جاء به؛ وفي الحزن على السيئة إشعار بالندم الذي هو أعظم أركان التوبة؛ فكأنه قال: " إذا أتيت بالطاعة المأمور بها؛ وكلما أذنبت ذنبا تبت منه؛ كان ذلك علامة حسن الخاتمة؛ وأنك تموت على الإيمان حقا" ؛ وقد أشار إلى ما قررته أولا قول الطيبي: يعني: إذا صدرت منك طاعة وفرحت بها؛ متيقنا بأنك تثاب عليها؛ وإذا أصابتك معصية وحزنت عليها؛ فذلك علامة الإيمان.

(حم حب طب ك هب؛ والضياء ؛ عن أبي أمامة ) ؛ قال: " قيل: يا رسول الله؛ ما الإيمان؟..." ؛ فذكره؛ قال الحاكم : على شرطهما؛ وأقره الذهبي ؛ قال العراقي في أماليه: حديث صحيح؛ وقال الهيتمي: رجال الطبراني رجال الصحيح؛ إلا أن فيه يحيى بن أبي كثير ؛ مدلس؛ وإن كان من رجاله؛ ورواه الإمام أحمد أيضا عن أبي موسى ؛ بإسناد رجاله ثقات؛ لكن فيه انقطاع؛ بلفظ: " من عمل حسنة فسر بها؛ ومن عمل سيئة؛ فساءته؛ فهو مؤمن" .

التالي السابق


الخدمات العلمية