صفحة جزء
698 - " إذا سمعتم نباح الكلاب؛ ونهيق الحمير بالليل؛ فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنهن يرين ما لا ترون؛ وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل؛ فإن الله - عز وجل - يبث في ليله من خلقه ما يشاء؛ وأجيفوا الأبواب؛ واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف؛ وذكر اسم الله عليه؛ وغطوا الجرار؛ وأوكئوا القرب؛ وأكفئوا الآنية " ؛ (حم خد د حب ك) ؛ عن جابر ؛ (صح).


(إذا سمعتم نباح الكلاب) ؛ بضم النون؛ وكسرها؛ صياحها؛ (ونهيق الحمير) ؛ صوتها؛ جمع " حمار" ؛ و" النهاق" ؛ بضم النون؛ (بالليل) ؛ [ ص: 382 ] خصه لأن انتشار الشياطين والجن فيه أكثر؛ وكثرة فسادهم فيه أظهر؛ فهو بذلك أجدر؛ وإن كان النهار كذلك في طلب التعوذ؛ (فتعوذوا بالله) ؛ ندبا؛ (من الشيطان؛ فإنهن يرين) ؛ من الجن؛ والشياطين؛ (ما لا ترون) ؛ أنتم يا بني آدم؛ فإنهم مخصوصون بذلك دونكم؛ (وأقلوا الخروج) ؛ من منازلكم؛ (إذا هدأت) ؛ بالتحريك: سكنت؛ ففي القاموس: " هدأ" ؛ كـ " منع" : سكن؛ (الرجل) ؛ بكسر؛ فسكون؛ أي: سكن الخلق عن المشي بأرجلهم في الطرق؛ (فإن الله - عز وجل - يبث) ؛ يفرق؛ وينشر؛ (في ليله من خلقه ما يشاء) ؛ من إنس؛ وجن؛ وشياطين؛ وهوام؛ وغيرها؛ فمن أكثر الخروج حين ذاك؛ لغير غرض شرعي؛ أوشك أن يحصل له أذى؛ لمخالفته للمشروع؛ قال الطيبي: وقوله: " ما يشاء" ؛ مفعول لقوله يبث؛ وهو عام في كل ذي شر؛ و" من خلقه" ؛ بيان " ما" ؛ (وأجيفوا الأبواب) ؛ أغلقوها؛ (واذكروا اسم الله عليها فإن الشياطين لا تفتح بابا أجيف) ؛ أي: أغلق؛ (وذكر اسم الله عليه) ؛ يعني: لم يؤذن لهم في ذلك من قبل مخالفتهم؛ (وغطوا الجرار) ؛ جمع " جرة" ؛ وهو إناء الماء المعروف؛ (وأوكئوا) ؛ بالقطع؛ والوصل؛ كما في القاموس؛ وكذا ما بعده؛ (القرب) ؛ جمع " قربة" ؛ وهو وعاء الماء؛ (وأكفئوا الآنية) ؛ جمع " إناء" ؛ أي: اقلبوها؛ لئلا يدب عليها شيء؛ أو تتنجس.

(حم خد د حب ك؛ عن جابر ) ؛ قال الحاكم : على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي ؛ وقال البغوي : حديث حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية