صفحة جزء
709 - " إذا شرب أحدكم؛ فليمص مصا؛ ولا يعب عبا؛ فإن الكباد من العب " ؛ (ص)؛ وابن السني ؛ (حل)؛ في الطب؛ (هب)؛ عن ابن أبي حسين مرسلا؛ (ض).


(إذا شرب أحدكم؛ فليمص) ؛ ندبا؛ (الماء مصا) ؛ مصدر؛ مؤكد لما قبله؛ أي: ليأخذه في مهلة؛ ويشربه شربا رفيقا؛ (ولا يعب عبا) ؛ أي: لا يشرب بكثرة من غير تنفس؛ قال الزمخشري : ومن المستعار قوله لمن مر في كلامه فأكثر: " قد عب عبابة" ؛ (فإن الكباد) ؛ كـ " غراب" : وجع الكبد؛ وكـ " سحاب" : الشدة والضيق؛ والأول هو المراد؛ ولا يصح إرادة الثاني إلا بتكلف؛ (من العب) ؛ بفتح المهملة؛ قال ابن القيم: المراد: وجع الكبد؛ وقد علم بالتجربة أن هجوم الماء دفعة واحدة على الكبد يؤلمها؛ ويضعف حرارتها؛ بخلاف وروده بالتدريج؛ ألا ترى أن صب الماء البارد على القدر وهي تفور يضر؛ وبالتدريج لا؟! ومن آفات النهل دفعة أن في أول الشرب يتصاعد البخار الدخاني الذي يغشى الكبد والقلب؛ لورود البارد عليه؛ فإذا شرب دفعة وافق نزول الماء صعود البخار؛ فيتصادمان؛ ويتدافعان؛ فيحدث منه أمراض رديئة.

(ص؛ وابن السني ؛ حل؛ في) ؛ كتاب؛ (الطب) ؛ النبوي؛ (هب)؛ كلهم؛ (عن ابن أبي حسين ؛ مرسلا) ؛ هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث المكي النوفلي؛ ثقة؛ خرج له الجماعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية