صفحة جزء
712 - " إذا شربتم اللبن؛ فتمضمضوا منه؛ فإن له دسما " ؛ (هـ)؛ عن أم سلمة ؛ (ح).


(إذا شربتم اللبن) ؛ أي: فرغتم من شربه؛ (فتمضمضوا) ؛ إرشادا؛ أو ندبا؛ بالماء؛ (منه) ؛ أي: من أثره؛ وفضلته؛ وعلل ذلك بقوله: (فإن له دسما) ؛ وقيس باللبن المضمضة من ذي دسم؛ بل أخذ من مضمضته - صلى الله عليه وسلم - من السويق ندبها في غير ما له دسم أيضا؛ إذا كان يعلق منه شيء بين الأسنان؛ أو نواحي الفم؛ وذكر بعض الأطباء أن بقايا اللبن تضر باللثة؛ والأسنان؛ وللمضمضة عند الأكل؛ وشرب غير الماء؛ فوائد دينية؛ منها: سلامة الأسنان من الحفر؛ ونحوه؛ إذ بقايا المأكول تورثه؛ وسلامة الفم من البخر؛ وغير ذلك؛ والصارف للأمر بالمضمضة هنا عن الوجوب ما رواه الشافعي عن ابن عباس أنه شرب لبنا؛ فمضمض فمه؛ ثم قال: " لو لم أتمضمض؛ ما باليت" ؛ وما رواه أبو داود بإسناد حسن عن أنس أنه - عليه الصلاة والسلام - شرب لبنا؛ فلم يتمضمض؛ ولم يتوضأ؛ وأغرب ابن شاهين؛ فجعل حديث أنس ناسخا لحديثنا؛ ولم يذكر من قال فيه بالوجوب حتى يحتاج لدعوى النسخ.

(هـ؛ عن أم سلمة ) ؛ بفتح السين؛ واللام؛ وهي أم المؤمنين؛ رمز لحسنه؛ فأوهم أنه غير صحيح؛ وهو غير صحيح؛ فقد قال الحافظ مغلطاي؛ في شرح ابن ماجه : إسناده صحيح؛ وأطال في تقريره؛ وبيان حال رجاله واحدا واحدا؛ وأنهم موثقون؛ ورواه مسلم من حديث ابن عباس ؛ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنا؛ ثم دعا بماء؛ فتمضمض؛ وقال: " إن له دسما" .

التالي السابق


الخدمات العلمية