صفحة جزء
714 - " إذا شهدت أمة من الأمم؛ وهم أربعون؛ فصاعدا؛ أجاز الله (تعالى) شهادتهم " ؛ (طب)؛ والضياء ؛ عن والد أبي المليح ؛ (صح).


(إذا شهدت أمة من الأمم؛ وهم أربعون؛ فصاعدا) ؛ أي: فما فوق ذلك؛ أي: شهدوا للميت بالخير؛ وأثنوا عليه؛ وليس المراد الشهادة عند قاض؛ ولا الإتيان بلفظ: " أشهد" ؛ بخصوصه؛ (أجاز الله (تعالى) شهادتهم) ؛ أي: نفذها؛ وأمضاها؛ وصيره مع أهل الخير؛ وحشره معهم؛ ولا يتجه أن يقال: معنى " شهدت" : حضرت؛ من " الشهود" : الحضور للصلاة عليه؛ لأنه لا يلائمه قول: " أجاز شهادتهم" ؛ إذ يصير المعنى: أجاز حضورهم؛ قال النيسابوري: وحكمة الأربعين أنه لم يجتمع أربعون إلا ولله فيهم عبد صالح؛ ولا ينافي ذلك رواية " مائة" ؛ لاحتمال أنه أوحي إليه بقبول شهادة مائة؛ فأخبر به؛ ثم بأربعين؛ على أنه لا يلزم من الأخبار بقبول شهادة المائة منع قبول ما دونها؛ بناء على أن مفهوم العدد غير حجة؛ وهو رأي الجمهور.

(تتمة): روى ابن عساكر عن عمرو بن العلاء: لما دلي الأحنف في حفرته؛ أقبلت بنت لأوس بن مغراء على راحلتها؛ وهي عجوز؛ فوقفت عليه؛ وقالت: من الموافى به حفرته لوقت حمامه؟ قالوا: الأحنف ؛ قالت: ليت كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته؛ لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته؛ ثم قالت: لله درك من محسن في حنن؛ مدرج في كفن؛ نسأل الله الذي ابتلانا بموتك؛ وفجعنا بفقدك؛ أن يوسع لك في قبرك؛ ويغفر لك يوم حشرك؛ ثم قالت: أيها الناس: إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده؛ وإنا لقائلون حقا؛ ومثنون صدقا؛ وهو أهل لحسن الثناء؛ أما والذي رفع عملك عند انقضاء أجلك؛ لقد عشت مودودا؛ حميدا؛ ومت سعيدا ؛ فقيدا؛ ولقد كنت عظيم الحلم؛ فاضل السلم؛ رفيع العماد؛ واري الزناد؛ منيع الحريم؛ سليم الأديم؛ عظيم الرماد؛ قريب البيت من الناد؛ فرحمنا الله وإياك.

(طب؛ والضياء) ؛ المقدسي ؛ (عن والد أبي المليح ) ؛ اسم الوالد: أسامة بن عمير؛ وهو صحابي؛ واسم أبي المليح : عامر ؛ قال الهيتمي: وفيه صالح بن هلال؛ مجهول على قاعدة أبي حاتم ؛ أي: دون غيره؛ ففي تجهيله خلف؛ فالأوجه تحسين الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية