صفحة جزء
716 - " إذا صلى أحدكم؛ فليصل صلاة مودع؛ صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدا " ؛ (فر)؛ عن أم سلمة ؛ (ض).


(إذا صلى أحدكم؛ فليصل صلاة مودع) ؛ أي: إذا شرع في الصلاة؛ فليقبل على الله بشراشيره؛ ويدع غيره؛ لمناجاته ربه؛ ثم فسر صلاة المودع بقوله: (صلاة من لا يظن أنه يرجع) ؛ أي: يعود؛ (إليها أبدا) ؛ أي: دائما؛ فإنه إذا استحضر [ ص: 389 ] ذلك؛ كان باعثا على قطع العلائق؛ والتلبس بالخشوع؛ الذي هو روح الصلاة؛ ومن أيقن بقدومه على عظيم شديد الانتقام ذي القدرة والكمال؛ فجدير بأن يلازم غاية الأدب؛ و" الصلاة" : صلة العبد بربه؛ فمن تحقق بالصلة؛ لمعت له طوالع التجلي؛ فيخشع ويصلي صلاة مودع؛ وقد شهد القرآن بفلاح الخاشعين: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ؛ أي: خائفون من الله؛ متذللون؛ يلزمون أبصارهم مساجدهم؛ وعلامة ذلك ألا يلتفت يمينا؛ ولا شمالا؛ ولا يجاوز بصره محل سجوده؛ وقد صلى بعضهم في جامع؛ فسقطت ناحية منه؛ فاجتمع الناس عليها؛ ولم يشعر؛ فليقبل العبد على ربه؛ ويستحضر بين يدي من هو واقف؛ وكان مكتوبا في محراب: " أيها المصلي؛ من أنت؟ ولمن أنت؟ وبين يدي من أنت؟ ومن تناجي؟ ومن يسمع كلامك؟ ومن ينظر إليك؟

(فر؛ عن أم سلمة ) ؛ وفي إسناده ضعف؛ لكن له شواهد؛ واقتصاره على الديلمي يؤذن بأنه لم يخرجه أحد من الستة؛ وهو عجب؛ فقد خرجه ابن ماجه ؛ من حديث أبي أيوب ؛ ورواه الحاكم ؛ والبيهقي .

التالي السابق


الخدمات العلمية