صفحة جزء
736 - " إذا صمتم؛ فاستاكوا بالغداة؛ ولا تستاكوا بالعشي؛ فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي؛ إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة " ؛ (طب قط)؛ عن خباب؛ (ض).


(إذا صمتم) ؛ فرضا؛ أو نفلا؛ (فاستاكوا بالغداة) ؛ أي: الضحوة؛ وهي أول النهار؛ وهي مؤنثة؛ قال ابن الأنباري : ولم [ ص: 396 ] يسمع تذكيرها؛ ولو حملت على أول النهار؛ جاز التذكير؛ (ولا تستاكوا بالعشي) ؛ هو من الزوال إلى الغروب؛ وقيل: إلى الصباح؛ (فإنه) ؛ أي: الشأن؛ (ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي؛ إلا كان) ؛ كذا فيما وقفت عليه من النسخ؛ والذي رأيته بخط الحافظ العراقي وغيره: " كانتا" ؛ (نورا بين عينيه يوم القيامة) ؛ يضيء له؛ فيسعى فيه؛ أو يكون سيمة؛ وعلامة له؛ يعرف بها في الموقف؛ وأخذ منه أبو شامة تحديد كراهية السواك للصائم بالعصر؛ خلاف ما عليه الشافعية من تحديدها بالزوال؛ ورده أبو زرعة بأنه ليس في الخبر ما يقتضيه؛ بل قضيته التحديد بالزوال؛ لأنه مبدأ العشي؛ وفي المسألة سبعة مذاهب مبينة في المطولات.

(فائدة): قال في الإنجيل: " إذا صمتم؛ فلا تكونوا كالمرائين؛ لأنهم يعبسون وجوههم؛ ويغيرونها؛ ليظهروا للناس صيامهم؛ الحق أقول لكم: لقد أخذوا أجورهم؛ وأنت إذا صمت؛ ادهن رأسك؛ واغسل وجهك؛ لئلا يظهر للناس صيامك" .

(طب قط) ؛ من حديث كيسان القصاب؛ عن يزيد بن هلال؛ (عن خباب) ؛ بفتح المعجمة وشد الموحدة؛ (ابن الأرت) ؛ بفتح الهمزة؛ وشد المثناة فوق؛ تميمي النسب؛ خزاعي الولاء؛ من السابقين الأولين؛ عذب في الله؛ كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يألفه؛ ويأمنه؛ وقضية صنيع المؤلف أن مخرجه خرجه وسلمه؛ ولا كذلك؛ بل تعقبه الدارقطني بأن كيسان هو ابن عمرو القصاب؛ غير قوي؛ ويزيد غير معروف؛ أهـ؛ وقال العراقي في شرح الترمذي : حديث ضعيف جدا؛ وفي تخريج الهداية: فيه كيسان القصاب؛ ضعيف جدا؛ وقال ابن حجر: فيه كيسان؛ ضعيف عندهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية