صفحة جزء
758 - " إذا عطس أحدكم؛ فقال: الحمد لله؛ قالت الملائكة: رب العالمين؛ فإذا قال: رب العالمين؛ قالت الملائكة: رحمك الله " ؛ (طب)؛ عن ابن عباس ؛ (ح).


(إذا عطس أحدكم؛ فقال: الحمد لله؛ قالت الملائكة) ؛ أي: الحفظة؛ أو من حضر منهم؛ أو أعم؛ (رب العالمين؛ فإذا قال: رب العالمين؛ قالت الملائكة: رحمك الله) ؛ دعاء؛ أو خبر؛ على ما تقرر فيما قبله؛ ومحصوله أن العبد إذا أتى بصيغة الحمد الكاملة التي صدر بها أشرف الكتب السماوية؛ استحق أن يقابل بالإجابة؛ وإن قصر باقتصاره على لفظ الحمد؛ تممت الملائكة له ما فاته [من] التصريح بالربوبية؛ والمالكية؛ المستوجب لكل سبوحية؛ وقدوسية؛ واعلم أن الملائكة تسر بما يحصل للمؤمن من محاب الله؛ فإنه يحب العطاس؛ فإذا ذكر العبد الله؛ وحمده؛ سر الملائكة؛ وأحزن الشيطان لوجوه؛ منها دعاء الملائكة والمؤمنين له بالرحمة؛ والهداية؛ وإصلاح الحال.

(تتمة) : قال بعض العارفين: قال بعض السادة لعاطس قال: " الحمد لله" : أتمها كما قال الله: " رب العالمين" ؛ فقال العاطس: ومن العاطس حتى يذكر مع الله؟ فقال له: قلها يا أخي؛ فإن المحدث إذا أقرن بالقديم؛ لم يبق له أثر؛ وهذا مقام الوصلة؛ وحالة زلة أهل الفناء عن أنفسهم؛ أما لو فني عن فنائه؛ لما قال: " الحمد لله" ؛ لأنه إثبات للعبد؛ ولو قال: " رب العالمين" ؛ كان أرفع من المقام الذي كان فيه؛ فذلك مقام الوارثين.

(طب)؛ وكذا الأوسط؛ (عن ابن عباس ) ؛ قال الهيتمي: فيه عطاء بن السائب ؛ وقد اختلط؛ وأقول: فيه أيضا أبو كريب ؛ قال الذهبي : مجهول.

التالي السابق


الخدمات العلمية