صفحة جزء
761 - " إذا علم العالم؛ فلم يعمل؛ كان كالمصباح؛ يضيء للناس؛ ويحرق نفسه " ؛ ابن قانع ؛ في معجمه؛ عن سليك الغطفاني؛ (ض).


(إذا علم العالم؛ فلم يعمل) ؛ بعلمه؛ (كان كالمصباح) ؛ من جهة أنه؛ (يضيء للناس؛ ويحرق نفسه) ؛ بضم التحتية أوله؛ من " أحرق" ؛ يعني أن صلاح غيره في هلاكه؛ كالدهن الذي يستصبح به؛ وهذا مثل بديع؛ ضربه لمن لا يعمل بعلمه؛ ولا يرى أحسن ولا ألطف ولا أوجز للمتأمل من كلام النبوة؛ وبدائع آدابه؛ قال الجنيد: العلم مأمور باستعماله؛ فإذا لم تستعمله حالا؛ أهلكك مآلا؛ وقال: في الدنيا طغيانان: طغيان العلم؛ وطغيان المال؛ فالمنجي من طغيان العلم: العمل؛ ومن طغيان المال: الزهد؛ وقال الراغب : من أصاب علما؛ فانتفع به؛ ونفع غيره من مستحقه؛ كان كالشمس؛ تضيء لغيرها وهي مضيئة؛ وكالمسك الذي يطيب وهو طيب؛ وهذا أشرف المنازل؛ ثم بعده من استفاد علما فاستبصر به؛ فأما من أفاد علمه لغيره؛ ولم ينتفع هو به؛ فهو كالدفتر؛ يفيد غيره الحكمة؛ وهو عادمها؛ وكالمغزل؛ يكسو غيره؛ ولا يكتسي؛ وكذبالة المصباح؛ تضيء للناس وهي تحترق.

( ابن قانع ) ؛ عبد الباقي؛ (في المعجم) ؛ معجم الصحابة؛ (عن سليك) ؛ ابن عمرو ؛ وقيل: ابن هدية؛ (الغطفاني) ؛ نسبة إلى غطفان.

التالي السابق


الخدمات العلمية