صفحة جزء
773 - " إذا فتح على العبد الدعاء؛ فليدع ربه؛ فإن الله يستجيب له " ؛ (ت) ؛ عن ابن عمر ؛ (الحكيم) ؛ عن أنس ؛ (ح).


(إذا فتح) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: فتح الله؛ (على العبد) ؛ أي: الإنسان؛ (الدعاء) ؛ بأن أفيض على قلبه نور؛ فيشرح به صدره للدعاء؛ وأقبل بشراشره على النطق به؛ (فليدع) ؛ ندبا مؤكدا؛ (ربه) ؛ بما أحب من مهماته الأخروية؛ والدنيوية؛ (فإن الله يستجيب له) ؛ أي: يعطيه عن المسؤول؛ وإلا فهو - سبحانه - أطلق الاستجابة للداعي؛ ولم يخص ذلك بوقت؛ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ؛ وإنما أورد عليك الوارد لتكون عليه واردا متى أطلق لسانك بالطلب؛ فاعلم أنه يريد أن يعطيك؛ وعند الفتح تتوجه رحمة الله للعبد؛ وإذا توجهت؛ لا يتعاظمها شيء؛ لأنها وسعت كل شيء؛ وتخلف الإجابة كثيرا لتخلف بعض شروط الدعاء وأركانه؛ وفيه حث أكيد على الدعاء؛ ورد على من رأى أن ترك الدعاء أفضل؛ لكنه من المقامات عندهم؛ فلأجل ذلك لا ينكر فضله؛ وإن فضلنا فعله؛ فقد ابتلي بعض عظماء الأولياء بالجذام؛ وكان يحفظ الاسم الأعظم؛ فقيل له: ألا تدعو؟ فقال: ما كنت لأطلب الإقالة من أمر اختاره لي.

(تنبيه): قال في الحكم: إذا فتح لك وجهة من التعرف؛ فلا تبالي معها إن قل عملك؛ فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك؛ ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك؛ والأعمال أنت تهديها إليه؛ وأين ما تهديه إليه؛ مما هو مورده عليك؟!

(ت؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ ( الحكيم ) ؛ الترمذي ؛ (عن أنس ) ؛ وفيه عبد الرحمن بن أبي مليكة؛ قال في الكشف: ضعيف.

التالي السابق


الخدمات العلمية