صفحة جزء
778 - " إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد؛ فقد أغضب ربه " ؛ (ك هب) ؛ عن بريدة ؛ (صح).


(إذا قال الرجل) ؛ يعني: الإنسان؛ (للمنافق) ؛ أي: الذي يخفي الكفر؛ ويظهر الإسلام؛ (يا سيد) ؛ بغير إضافة؛ وفي رواية: " يا سيدي" ؛ (فقد أغضب ربه) ؛ أي: فعل ما يستحق العقاب من مالك أمره؛ المنعم بالإيجاد والتربية؛ لأنه إن كان سيده؛ وهو منافق؛ فحاله دون حاله؛ وقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يكره استعمال اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلك؛ واستعمال اللفظ المهين المكروه فيمن ليس من أهله؛ وهذا من ذلك القبيل؛ قال الطيبي: و" مولانا" ؛ داخل في هذا الوعيد؛ بل أشد؛ وكذا قوله: " أستاذي" ؛ والكلام في حر قال ذلك عند أمن الفتنة؛ أما لو قال عبد وأمة لمالكه؛ أو مالكها؛ أو قاله حر لخوف الفتنة لو لم يقله؛ فلا يدخل في هذا الوعيد؛ والغضب من الله؛ إرادة الانتقام من المغضوب عليه؛ وفي الحديث إشعار بأنه لا يذم قول ذلك للمؤمن؛ ويدل له الخبر الآتي: " قوموا إلى سيدكم" .

(ك هب؛ عن بريدة ) ؛ تصغير " بردة" ؛ وهو ابن الحصيب؛ قال الحاكم : صحيح؛ ورده الذهبي بأن فيه عقبة الأصم ؛ ضعفوه؛ أهـ؛ وظاهر صنيعه أن كلا من مخرجيه رواه هكذا؛ ولا كذلك؛ بل لفظ رواية البيهقي في شعب الإيمان - بعد " يا سيد" -: " فقد باء بغضب ربه" .

التالي السابق


الخدمات العلمية