صفحة جزء
799 - " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده؛ فليجعل لبيته نصيبا من صلاته؛ فإن الله (تعالى) جاعل في بيته من صلاته خيرا " ؛ (حم م هـ)؛ عن جابر؛ (قط)؛ في الأفراد؛ عن أنس ؛ (صح).


(إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده) ؛ يعني: أدى الفرض في محل الجماعة؛ وخص المسجد؛ لأن الغالب إقامتها فيه؛ (فليجعل لبيته) ؛ أي: محل سكنه؛ (نصيبا) ؛ أي: قسما؛ (من صلاته) ؛ أي: فليجعل الفرض في المسجد؛ والنفل في بيته؛ لتعود بركته على البيت؛ وأهله؛ كما قال: (فإن الله - تعالى - جاعل في بيته من صلاته) ؛ أي: من أجلها؛ وبسببها؛ (خيرا) ؛ أي: كثيرا؛ عظيما؛ كما يؤذن به التنكير؛ لعمارة البيت بذكر الله؛ وطاعته؛ وحضور الملائكة؛ واستبشارهم؛ وما يحصل لأهله من ثواب؛ وبركة؛ وفيه أن النفل في البيت أفضل منه في المسجد؛ ولو بالمسجد الحرام؛ أي: إلا ما سن جماعة؛ وركعتي الإحرام؛ والطواف وسنة الجمعة القبلية؛ فبالمسجد أفضل عند الشافعية؛ قال العراقي: وفيه أيضا أن الصلاة جالبة للرزق؛ كما قال (تعالى): وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك ؛ قال ابن الكمال: وفيه أن المكتوبة حقها أن تقضى في المسجد.

(حم م هـ؛ عن جابر ؛ قط؛ في الأفراد؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ورواه الترمذي ؛ في العلل؛ عن جابر ؛ ثم قال: الأصح عن جابر ؛ عن أبي سعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية