صفحة جزء
802 - " إذا قمت في صلاتك؛ فصل صلاة مودع؛ ولا تكلم بكلام تعتذر منه؛ وأجمع الإياس مما في أيدي الناس " ؛ (حم هـ)؛ عن أبي أيوب ؛ (صح).


(إذا قمت في صلاتك) ؛ أي: شرعت فيها؛ (فصل صلاة مودع) ؛ أي: إذا شرعت فيها؛ فأقبل على الله وحده؛ ودع غيره؛ لمناجاة ربك؛ (ولا تكلم) ؛ بحذف إحدى التاءين؛ تخفيفا؛ (بكلام تعتذر) ؛ بمثناة فوقية أوله؛ بضبط المصنف؛ (منه) ؛ أي: لا تتكلم بشيء يوجب أن يطلب من غيرك رفع اللوم عنك بسببه؛ (وأجمع) ؛ بقطع الهمزة؛ وجيم ساكنة؛ وميم مكسورة؛ لأنه من " أجمع" ؛ الذي هو متعلق بالمعاني؛ دون الأعيان؛ لا من " جمع" ؛ فإنه مشترك بينهما؛ قال في النهاية: " الإجماع" : إحكام النية والعزيمة؛ (الإياس) ؛ بكسر الهمزة؛ وخفة المثناة تحت؛ (مما في أيدي الناس) ؛ أي: اعزم؛ وصمم على قطع الأمل مما في يد غيرك؛ من جميع الخلق؛ فإنه يريح القلب؛ والبدن؛ وإذا سألت فاسأل الله؛ وإذا استعنت؛ فاستعن بالله؛ قال الراغب : وأكثر ما يقال: " أجمع" ؛ فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر؛ نحو: فأجمعوا أمركم وشركاءكم ؛ و" الإياس" : القنوط؛ وقطع الأمل.

(تنبيه): من البين أن كلا من الكلام المحوج للعذر؛ والإياس مما في أيدي الناس؛ مأمور به؛ لا بقيد القيام إلى الصلاة.

(حم هـ؛ عن أبي أيوب ) ؛ خالد بن زيد الأنصاري؛ رمز لصحته.

التالي السابق


الخدمات العلمية