صفحة جزء
(1) " إذا كان يوم القيامة أتي بصحف مختتمة؛ تنصب بين يدي الله؛ فيقول الله للملائكة: اقبلوا هذا العمل؛ وألقوا هذا العمل؛ فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا؛ فيقول: ولكن كان لغيري؛ ولا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي " ؛ سمويه ؛ عن أنس .


(إذا كان يوم القيامة؛ أتي بصحف) ؛ جمع " صحيفة" ؛ قال الزمخشري : وهو قطعة من جلد؛ أو قرطاس؛ يكتب فيه؛ (مختتمة) ؛ أي: مطبوع عليها بما يمنع من النظر إلى ما فيها؛ (تنصب بين يدي الله) - تعالى - أي: تظهر؛ وتقام؛ ويقرأ ما فيها بين يديه؛ (فيقول الله للملائكة: اقبلوا هذا العمل) ؛ وهو عبارة عن الاعتداد؛ وإثابة فاعله عليه؛ (وألقوا هذا العمل) ؛ وهو عبارة عن رده؛ وعدم الاعتداد به؛ (فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا؛ فيقول) : نعم؛ (ولكن كان) ؛ عمل؛ (لغيري) ؛ أي: عمل العامل قاصدا به رياء؛ أو نحوه؛ (ولا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي) ؛ بين أن الرياء يحبط العمل؛ ويخرجه عن كونه قربة مستوجبا للثواب بها؛ لوعد من الله؛ لكن هذا في الرياء المحض؛ فإن تبعض أثيب بالحصة؛ عند كثير؛ واعتبر آخرون غلبة الباعث؛ واختار الإمام الغزالي الأخذ بالإطلاق؛ وأنه متى تطرق منه شعبة إلى العمل؛ ارتفع القبول؛ وشرح ذلك يطول؛ ( سمويه ) ؛ بشد الميم؛ بوزن " علويه" ؛ وهو إسماعيل بن عبد الله ؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية