صفحة جزء
831 - " إذا كتب أحدكم كتابا؛ فليتربه؛ فإنه أنجح لحاجته " ؛ (ت) ؛ عن جابر ؛ (ض).


(إذا كتب أحدكم كتابا) ؛ أي: كتاب مراسلة؛ أو مبايعة؛ أو مناكحة؛ أو نحو ذلك؛ واحتمال أن المراد ذلك وغيره؛ حتى الكتب العلمية؛ يبعده تعليله بأنه أنجح لقضاء الحاجة؛ فدل على أن المراد المراسلة ونحوها؛ (فليتربه) ؛ أي: فليذر على المكتوب ما يسمى " ترابا" ؛ أو فليسقطه على التراب؛ ندبا؛ إشارة إلى اعتماده على ربه في إيصاله لمقصده؛ أو نحو ذلك؛ وزعم أن المراد: فليخاطب المكتوب إليه خطاب تواضع؛ مناف للسياق؛ (فإنه أنجح لحاجته) ؛ أي: لقضاء مطلوبه؛ وفي رواية - بدل هذا -: " فإن التراب مبارك" ؛ وقد نظم بعضهم معنى الحديث في قوله:


كتبت الكتاب وتربته ... لعلي بتتريبه أنجح

    لقول النبي لأصحابه
... ألا تربوا كتبكم تنجحوا



وفيه رد على من كرهه من الكتاب؛ حيث قال:


لا تشنه بما تذر عليه ...     فكفاه هبوب هذا الهواء


فكأن الذي تذر عليه ...     جدري بوجنة الحسناء



قيل: وحكمة التتريب أن التراب مطهر؛ وخلق منه الإنسان؛ وإليه يعود؛ فأمر بتتريبه ليتذكر ذلك.

(ت) ؛ في الاستئذان؛ من حديث حمزة ؛ عن أبي الزبير ؛ (عن جابر ) ؛ وقال: حديث منكر؛ وحمزة هو ابن عمرو النصيبي؛ متروك؛ انتهى؛ فعزو المصنف الحديث لمخرجه؛ وحذفه ما تعقبه به من القادح؛ غير صواب؛ وقد جرى على سنن الصواب في الدرر؛ فقال عقب تخريجه: منكر؛ وأفاد الزركشي أن أحمد رواه؛ وقال أيضا: منكر؛ وقال المصنف: ورواه الديلمي ؛ وابن عدي ؛ وابن عساكر ؛ بألفاظ متقاربة؛ وأسانيدها ضعيفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية