صفحة جزء
84 - " أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر " ؛ (قط)؛ في الأفراد؛ عن ابن مسعود ؛ (صح).


(أتاني جبريل) ؛ قال: في الربيع؛ ويقال له: طاووس الملائكة؛ وكان هذا الإتيان في المدينة؛ كما ذكره ابن الأثير؛ (في خضر) ؛ بفتح الخاء؛ وكسر الضاد؛ المعجمتين؛ لباس أخضر؛ وروي بسكون الضاد؛ ممدودا؛ ذكره الهروي؛ كالقاضي؛ (تعلق) ؛ بمثناة فوقية؛ فمهملة؛ فلام مشددة؛ فقاف؛ مفتوحات؛ (به) ؛ أي: الخضر؛ (الدر) ؛ بضم المهملة؛ اللؤلؤ العظام؛ أي: جاءني في لباس أخضر؛ تعلق به اللؤلؤ العظام؛ بأن تمثل له بتلك الهيئة الحسنة؛ وذلك المنظر البهيج البهي؛ فكان يأتيه على هيئات كثيرة؛ ورآه مرتين بصورته الأصلية؛ بستمائة جناح؛ كل جناح يسد ما بين الخافقين؛ وكان يأتيه بصورة دحية ؛ وتمثل بمكة بصورة فحل من الإبل؛ فاتحا فاه ليلتقم أبا جهل؛ واختلف في هذه التطورات؛ فقيل: إن الله يفني الزائد من خلقه؛ وقيل: مجرد تخييل للرائي؛ وقيل بالتداخل؛ وقال الراغب : و" الخضرة" ؛ أحد الألوان؛ بين البياض والسواد؛ إلى السواد أقرب؛ فلهذا سمي الأسود " أخضر" ؛ وعكسه؛ وقيل: " سواد العراق" ؛ للموضع الذي تكثر فيه الخضرة؛ فإن قلت: هل لتمثله له في لباس أخضر دون غيره من الألوان من حكمة؟ قلت: أجل؛ وهي الإشارة إلى أنه كثير الخير والبركة؛ وأن بينه وبينه مودة متأكدة؛ وصداقة ثابتة؛ وهي في كل وقت متجددة؛ وأن ذلك العام خصب وربيع؛ ألا ترى إلى قول الزمخشري : من المجاز: " فلان أخضر" ؛ كثير الخير؛ و" الأمر بيننا أخضر" ؛ جديد؛ لم يخلق؛ و" المودة بيننا خضراء" ؟ انتهى.

(قط؛ في) ؛ كتاب (الأفراد) ؛ وكذا أبو الشيخ ؛ في العظمة؛ (عن ابن مسعود ) ؛ وضعفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية