صفحة جزء
837 - " إذا كتبتم الحديث؛ فاكتبوه بإسناده؛ فإن يك حقا؛ كنتم شركاء في الأجر؛ وإن يك باطلا؛ كان وزره عليه " ؛ (ك)؛ في علوم الحديث؛ وأبو نعيم ؛ وابن عساكر ؛ عن علي؛ (ض).


(إذا كتبتم الحديث؛ فاكتبوه بإسناده) ؛ لأن في كتابته بدونه خلطا للصحيح؛ بالضعيف؛ بل والموضوع؛ فيقع الزلل؛ وينسب للرسول ما لم يقل؛ فإذا كتب بإسناده فقد برئ الكاتب من عهدته؛ كما قال: (فإن يك) ؛ الحديث؛ (حقا؛ كنتم شركاء في الأجر) ؛ لمن رواه من الرجال؛ (وإن يك باطلا؛ كان وزره عليه) ؛ أي: على من تعمد فيه الكذب؛ ولهذا قال الشافعي - رضي الله عنه -: الذي يطلب العلم بلا سند؛ كحاطب ليل؛ يحمل حزمة حطب؛ وفيه أفعى؛ وهو لا يدري؛ وقال الثوري : السند سلاح المؤمن؛ فإذا لم يكن معك سلاح؛ فبم تقاتل؟ وقال ابن المبارك : طالب العلم بلا سند؛ كراقي السطح بلا سلم؛ وقد أكرم الله هذه الأمة بالإسناد؛ وجعله من خصوصياتها؛ من بين العباد؛ وألهمهم شدة البحث عن [ ص: 434 ] ذلك؛ حتى إن الواحد يكتب الحديث من ثلاثين وجها؛ وأكثر؛ وفي تاريخ ابن عساكر عن أبي حاتم الرازي: لم يكن في أمة من الأمم؛ منذ خلق الله آدم؛ أمة يحفظون آثار نبيهم؛ غير هذه الأمة؛ قيل له: ربما روى أحدهم حديثا لا أصل له؛ قال: علماؤهم يعرفون الصحيح من غيره؛ فروايتهم الحديث الواهي ليتبين لمن بعدهم.

(ك؛ في علوم الحديث؛ وأبو نعيم ) ؛ والديلمي ؛ ( وابن عساكر ؛ عن علي) ؛ رمز لضعفه؛ وليس بضعيف فقط؛ بل قال في الميزان: موضوع.

التالي السابق


الخدمات العلمية