صفحة جزء
856 - " إذا مدح الفاسق؛ غضب الرب؛ واهتز لذلك العرش " ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في ذم الغيبة؛ (ع هب)؛ عن أنس؛ (عد)؛ عن بريدة ؛ (ض).


(إذا مدح الفاسق) ؛ أي: الخارج عن العدل؛ والخير؛ وحسن زيادة الخلق؛ والحق؛ لأن الفسق خروج عن محيط؛ كالكمام للثمرة؛ والجحر للفأرة؛ ذكره الحراني ؛ (غضب الرب) ؛ لأنه أمر بمجانبته؛ وإبعاده؛ فمن مدحه؛ فقد وصل ما أمر الله به أن يقطع؛ وواد من حاد الله؛ مع ما في مدحه من تغرير من لا يعرف حاله؛ وتزكية من ليس لها بأهل؛ والإشعار باستحسان فسقه؛ وإغرائه على إقامته؛ وظاهر الحديث يشمل ما لو مدحه بما فيه؛ كسخاء؛ وشجاعة؛ ولعله غير مراد؛ (واهتز) ؛ أي: تحرك؛ (لذلك) ؛ أي: لغضب الرب؛ (العرش) ؛ واهتزازه عبارة عن أمر عظيم؛ وداهية دهياء؛ وذلك لأن فيه رضا بما فيه سخط الله وغضبه؛ بل يكاد يكون كفرا؛ لأنه ربما يفضي إلى استحلال ما حرم الله؛ وهذا هو الداء العضال لأكثر العلماء والشعراء والقراء في زماننا؛ وإذا كان هذا حكم مدح الفاسق؛ فكيف بمن يمدح الظالم؛ ويركن إليه؟! وقد قال (تعالى): ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ؛ قال الزمخشري : النهي متناول للانخراط في هواهم؛ والانقطاع إليهم؛ ومصاحبتهم؛ والرضا بأعمالهم؛ والنسبة إليهم؛ والتزيي بزيهم.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ أبو بكر القرشي؛ (في) ؛ كتاب ذم الغيبة؛ (هب)؛ من حديث أبي خلف؛ (عن أنس ) ؛ وأبو خلف هذا قال الذهبي : قال يحيى: كذاب؛ وقال أبو حاتم : منكر الحديث؛ وقال ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف؛ (عد؛ عن بريدة ) ؛ قال العراقي: وسنده ضعيف؛ وفي الميزان: خبر منكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية