صفحة جزء
858 - " إذا مررتم بأهل الشرة؛ فسلموا عليهم؛ تطفأ عنكم شرتهم؛ ونائرتهم " ؛ (هب)؛ عن أنس ؛ (ض).


(إذا مررتم بأهل الشرة) ؛ بكسر المعجمة؛ وشد الراء؛ أي: بأهل النشاط في الشر؛ (فسلموا عليهم) ؛ ندبا؛ (تطفأ) ؛ بمثناة [ ص: 442 ] فوق أوله؛ بضبط المؤلف؛ أي: فإنكم إن سلمتم عليهم تخمد (عنكم شرتهم؛ ونائرتهم) ؛ أي: عداوتهم؛ وفتنتهم؛ و" النائرة" : العداوة والشحناء؛ كما في الصحاح؛ مشتقة من " النار" ؛ وفيه سعي في إطفاء النائرة؛ أي: تسكين الفتنة؛ وذلك لأن السلام أمان؛ فإذا سلمت وردوا؛ فبردهم حصل الأمان منهم؛ ولأن السلام عليهم يؤذن بعدم احتقارهم؛ فيكون سببا لسكون شرتهم؛ قال لقمان: " يا بني؛ إذا مررت بقوم؛ فارمهم بسهام السلام؛ لكن ينبغي مع ذلك الحذر من مخالطتهم؛ والتلطف في مجانبتهم" ؛ قال الجنيد: دخلت على السري؛ وهو يجود بنفسه؛ فجلست؛ وبكيت؛ فسقطت دموعي على خده؛ ففتح عينيه؛ ونظر إلي؛ فقلت: أوصني؛ قال: لا تصحب الأشرار؛ ولا تشتغل عن الله بمخالطة الأخيار.

(هب؛ عن أنس ) ؛ قال: " شكا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه؛ فقالوا: إن المنافقين يلحظوننا بأعينهم؛ ويلفظوننا بألسنتهم..." ؛ فذكره؛ وفيه أبان بن أبي عياش؛ قال في الكاشف: قال أحمد : متروك؛ وفي الميزان عن شعبة : لأن يزني الرجل خير من أن يروي عنه ما لا أصل له.

التالي السابق


الخدمات العلمية