صفحة جزء
859 - " إذا مررتم برياض الجنة؛ فارتعوا " ؛ قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: " حلق الذكر" ؛ (حم ت هب)؛ عن أنس؛ (صح).


(إذا مررتم برياض الجنة) ؛ جمع " روضة" ؛ وهي الموضع المعجب بالزهر؛ سميت به لاستراضة الماء السائل إليها؛ (فارتعوا) ؛ أي: ارتعوا كيف شئتم؛ وتوسعوا في اقتناص الفوائد؛ (قالوا) ؛ أي: الصحابة أي: بعضهم؛ (وما رياض الجنة؟) ؛ أي: ما المراد بها؟ (قال: حلق الذكر) ؛ بكسر؛ ففتح؛ جمع " حلقة" ؛ بفتح؛ فسكون؛ وهي جماعة من الناس؛ يستديرون لحلقة الباب؛ وغيره؛ و" التحلق" ؛ " تفعل" ؛ منها؛ وهو أن يتعمد ذلك؛ قال الطيبي: أراد بالذكر: التسبيح؛ والتحميد؛ وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب؛ وذلك لأن أفضل ما أعطاه الله لعباده في الدنيا: الذكر؛ وأفضل ما أعطاهم في العقبى: النظر إليه - سبحانه -؛ فذكر الله في الدنيا كالنظر إليه في الآخرة؛ فالذاكر له بلسانه؛ مع حضور قلبه؛ مشاهد له بسره؛ ناظر إليه بفؤاده؛ ماثل بين يديه ببدنه؛ فكأنه في الجنة؛ يرتع في رياض؛ قال النووي : كما يستحب الذكر؛ يستحب الجلوس في حلق أهله؛ وقد تظاهرت على ذلك الأدلة.

(حم ت هب؛ عن أنس ) ؛ قال الترمذي : حسن غريب؛ أهـ؛ وتبعه المصنف؛ فرمز لحسنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية