صفحة جزء
867 - " إذا مشت أمتي المطيطا؛ وخدمها أبناء الملوك؛ أبناء فارس؛ والروم؛ سلط شرارها على خيارها " ؛ (ت) ؛ عن ابن عمر ؛ (ح).


(إذا مشت أمتي المطيطا) ؛ أي: تبختروا في مشيتهم؛ عجبا؛ واستكبارا؛ و" المطيطا" ؛ بضم الميم؛ وفتح الطاء؛ قال الزمخشري : ممدودة؛ ومقصورة بمعنى: التمطي؛ وهو التبختر؛ ومد اليدين؛ وأصل التمطي من " تمطط" ؛ بوزان " تفعل" ؛ وهو المد؛ وهي من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر؛ وفي الإحياء عن ابن الأعرابي : " المطيطا" : مشية فيها اختيال؛ وقال القاضي: " المطيطا" ؛ بضم الميم؛ وفتح الطاء؛ مقصورة وممدودة: مشية فيها تبختر؛ ومد اليدين؛ من " مطه" ؛ أي: مده؛ وكذا التمطي؛ (وخدمها أبناء الملوك؛ أبناء فارس؛ والروم) ؛ بدل مما قبله؛ (سلط) ؛ بالبناء للمفعول؛ (شرارها) ؛ أي: الأمة؛ (على خيارها) ؛ أي: مكنهم الله منهم؛ وأغراهم بهم؛ ونكتة حذف الفاعل لا تخفى؛ وإنما كان ذلك سببا للتسلط المذكور؛ لما فيه من التكبر؛ والعجب؛ وما يترتب على استخدام أبنائهم؛ من إتيانهم في أدبارهم؛ قالوا: وذا من دلائل نبوته؛ فإنه إخبار عن غيب وقع؛ فإنهم لما فتحوا بلاد فارس؛ والروم؛ وأخذوا مالهم؛ واستخدموا أولادهم؛ سلط عليهم قتلة عثمان ؛ فقتلوه؛ ثم سلط بني أمية على بني هاشم؛ ففعلوا ما فعلوا.

(ت) ؛ في الفتن؛ (عن ابن عمر ) ؛ وقال: غريب؛ وفيه زيد بن الحباب؛ قال في الكاشف: قد وهم؛ وموسى بن عبيد ضعفوه؛ وعبد الله بن دينار غير قوي؛ ورواه الطبراني عن أبي هريرة ؛ لكنه قال: " سلط بعضهم على بعض" ؛ قال الهيتمي: وإسناده حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية