صفحة جزء
911 - " أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم " ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في الصمت؛ عن أبي نجيح؛ مرسلا؛ (ض).


(أربى الربا) ؛ أي: أزيده إثما؛ وأقبحه جرما؛ (تفضيل المرء) ؛ أي: زيادته؛ (على أخيه) ؛ في الإسلام؛ (بالشتم) ؛ أي: السب والذم؛ قال الطيبي: أدخل العرض في جنس المال؛ على سبيل المبالغة؛ وجعل الربا نوعين: متعارفا؛ وغير متعارف؛ وهو - أي: غير المتعارف -: استطالة الرجل اللسان في عرض صاحبه بأكثر مما يستحقه؛ ثم فضل أحد النوعين على الآخر؛ ولما بين العرض؛ والمال من المناسبة؛ وقال الغزالي: إن ذلك من الكبائر؛ وأخرج البيهقي عن ابن مسعود أنه جاء رجل يشكو جاره؛ فقال: " إنك إن سببت الناس سبوك؛ وإن نافرتهم نافروك؛ وإن تركتهم تركوك" ؛ وعن سليم بن زياد : مكتوب في التوراة: " من لم يسالم الناس؛ لم يسلم؛ ومن شتم الناس شتم؛ ومن طلب الفضل من غير أهله ندم" ؛ وقال كسرى لوزيره: ما الكرم؟ قال: التغافل عن الزلل؛ قال: فما اللوم؟ قال: الاستقصاء على الضعيف؛ والتجاوز عن الشديد؛ قال: فما الحياء؟ قال: الكف عن الخنا.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ واسمه يحيى؛ (في) ؛ كتاب: فضل (الصمت؛ عن أبي نجيح؛ مرسلا) ؛ ورواه بمعناه مسند الطبراني عن يوسف بن عبد الله بن سلام يرفعه بلفظ: " أربى الربا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم" ؛ قال الهيتمي: وفيه محمد بن موسى الآملي؛ عن عمر بن يحيى؛ ولم أعرفهما؛ وبقية رجاله ثقات؛ ورواه أيضا أبو يعلى عن عائشة مرفوعا بلفظ: " أربى الربا عند الله؛ استحلال عرض امرئ مسلم " ؛ ثم قرأ: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ؛ قال الهيتمي: ورجاله رجال الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية