صفحة جزء
933 - " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطا في سبيل الله؛ ومن علم علما؛ أجري له عمله؛ ما عمل به؛ ومن تصدق بصدقة؛ فأجرها يجري له ما وجدت؛ ورجل ترك ولدا صالحا؛ فهو يدعو له " ؛ (حم طب)؛ عن أبي أمامة؛ (ض).


(أربعة) ؛ أي: أربعة أشخاص؛ (تجري) ؛ بفتح أوله؛ (عليهم أجورهم بعد الموت) ؛ أي: لا ينقطع ثواب أعمالهم بموتهم؛ بل يستمر؛ (من مات مرابطا في سبيل الله) ؛ أي: إنسان مات حال كونه ملازما ثغر العدو؛ بقصد الذب عن المسلمين؛ (و) ؛ الثاني: (من علم علما؛ أجري له عمله؛ ما عمل به) ؛ أي: وأي إنسان علم علما؛ وعمله غيره؛ ثم مات؛ فيجري عليه ثوابه مدة دوام العمل به من بعده؛ (و) ؛ الثالث: (من) ؛ أي: إنسان؛ (تصدق بصدقة) ؛ جارية مستمرة من بعده؛ كوقف؛ (فأجرها يجري له ما وجدت) ؛ أي: فيجري له أجره مدة بقاء العين المتصدق بها؛ وزاد بيان الجزاء في هذين؛ لخفاء النفع فيه؛ أو إيماء إلى تفضيلهما على الأول؛ والأخير؛ (و) ؛ الرابع؛ (رجل) ؛ وصف طردي؛ والمراد إنسان مات؛ (ترك ولدا صالحا) ؛ أي: فرعا مسلما؛ هبه ذكرا؛ أو أنثى؛ أو ولد ولد؛ كذلك؛ وإن سفل؛ (فهو يدعو له) ؛ بالرحمة والمغفرة؛ فإن دعاءه أرجى إجابة وأسرع قبولا من دعاء الأجنبي؛ ومر أنه لا تعارض بين قوله هنا: " أربعة" ؛ وقوله في الحديث المتقدم: " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث..." ؛ لأن أعمال الثلاثة متجددة؛ وعمل المرابط ينمو له؛ وفرق بين إيجاد المعدوم؛ وتكثير الموجود.

(حم طب) ؛ وكذا البزار ؛ (عن أبي أمامة) ؛ الباهلي ؛ رمز المصنف لحسنه؛ وأعله الهيتمي وغيره بأن فيه ابن لهيعة ؛ ورجلا لم يسم؛ لكن قال المنذري: هو صحيح من حديث غير واحد من الصحابة.

التالي السابق


الخدمات العلمية