صفحة جزء
964 - " أسامة أحب الناس إلي " ؛ (حم طب)؛ عن ابن عمر ؛ (صح).


(أسامة) ؛ بالضم: ابن زيد ؛ مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ وابن مولاه وحبه؛ وابن حبه؛ (أحب الناس) ؛ من الموالي؛ أو المراد: من أحب الناس؛ (إلي) ؛ ولا يعارضه أن غيره أفضل منه؛ كما مر؛ وسيجيء؛ وكان أسامة يدعى " الحب بن الحب" ؛ وقد عرف ذلك له عمر ؛ وقام بالحق لأهله؛ وذلك أنه فرض لأسامة في العطاء خمسة آلاف؛ ولابنه عبد الله ألفين؛ فقال له: لم فضلت علي أسامة؛ وقد شهدت ما لم يشهد؟ فقال: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - منك؛ وأبوه كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أبيك؛ ففضل محبوب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على محبوبه؛ وهكذا يجب أن يحب ما أحب؛ ويبغض ما يبغض؛ قال القرطبي : وقد قابل مروان هذا الواجب بنقيضه؛ وذلك أنه مر بأسامة وهو يصلي بباب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال مروان : إنما أردت أن تري الناس مكانك؛ فقد رأينا مكانك؛ فعل الله بك؛ وفعل؛ وقال قولا قبيحا؛ فقال له أسامة: آذيتني؛ وإنك فاحش متفحش؛ وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: " إن الله يبغض الفاحش المتفحش" ؛ فانظر ما بين الفعلين؛ وقس ما بين الرجلين؛ فلقد آذى بنو أمية رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في أحبابه؛ وناقضوه في محابه.

(حم طب) ؛ وكذا الطيالسي ؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ رواه عنه أيضا الحاكم ؛ وقال: على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي ؛ ومن ثم رمز المصنف لصحته.

التالي السابق


الخدمات العلمية