صفحة جزء
972 - " استحيوا من الله (تعالى) حق الحياء؛ فإن الله قسم بينكم أخلاقكم؛ كما قسم بينكم أرزاقكم " ؛ (تخ)؛ عن ابن مسعود ؛ (ح).


(استحيوا من الله) ؛ بترك القبائح والسيئات؛ وفعل المحاسن والخيرات؛ (حق الحياء) ؛ أي: حياء ثابتا لازما؛ بحسب ما يجب؛ وقدر ما يجب؛ في الوقت الذي يجب؛ ثم علله بما يفيده تفاوت الناس في الأخلاق الفاضلة؛ من الحياء وغيره؛ (فإن الله...) ؛ إلى آخره؛ فكأنه يقول: استحيوا من الله جهدكم؛ فإنكم إذا استفرغتم وسعكم في التلبس بالحياء منه؛ لا يكلفكم إلا ذلك؛ فإنه (تعالى) (قسم بينكم أخلاقكم) ؛ قبل أن يخلق الخلق بزمن طويل؛ (كما قسم بينكم أرزاقكم) ؛ أي: قدر أخلاقا لخلقه فيما بينهم؛ فبها يتخلقون؛ كل على حسب ما قدر له؛ كما قدر الأرزاق؛ فأعطى كلا من عباده ما يليق به في الحكمة؛ وكما قدر فيهم رحمة واحدة؛ فقسمها بينهم؛ على التفاوت؛ فبها يتراحمون.

(تخ؛ عن ابن مسعود ) ؛ رمز المصنف لحسنه؛ ورواه أحمد في حديث طويل من حديث ابن مسعود أيضا؛ قال الهيتمي: ورجاله وثقوا؛ وفيهم ضعف.

التالي السابق


الخدمات العلمية