صفحة جزء
979 - " استعد للموت قبل نزول الموت " ؛ (طب ك هب)؛ عن طارق المحاربي؛ (صح).


(استعد للموت) ؛ أي: تأهب للقائه بالتوبة المتوفرة؛ والشروط؛ كرد المظالم؛ بأن يبادر إلى ردها لأهلها؛ وقضاء نحو صلاة؛ وصوم؛ واستحلال من نحو غيبة؛ وقذف؛ (قبل نزول الموت) ؛ أي: قبل أن تفجأك المنية؛ ويهجم عليك هادم اللذات؛ المفوت لذلك؛ وطلب ذلك للصحيح؛ فالمريض أولى وآكد؛ لأنه أقرب إلى الموت؛ وحقيق بالمسافر أن يأخذ أهبة الرحيل؛ وحوائج السفر؛ وما يصلح لمنزل الإقامة؛ ويبادر خوف الفجأة؛ ومن احتدت عين بصيرته؛ زاد في الجد؛ وحسن الزاد؛ ومن زرع خيرا؛ حصد مسرة؛ ومن زرع شرا؛ حصد ندامة؛ وحسرة؛ ووضع الظاهر موضع المضمر؛ لتصدع القلوب بتكرار إيراد ذكر اسمه عليها؛ ومن وجوه الاستعداد تغطية السيئة بالحسنة؛ فكما أن الماشطة تستر ما شان من العروس بالزينة؛ للقدوم بها على زوجها؛ فكذا المؤمن يستر ما شانه من الذنوب بالقربات؛ بقدومه على ربه؛ والأمر للندب؛ ومحله إذا لم يتيقن أن عليه شيئا من ذلك؛ وأيما تردد فيه فيندب له حينئذ بذل الجهد في الاستعداد؛ ورد ما يتوهمه باقيا عنده من المظالم؛ وبرأته مما عساه يكون بذمته من حقوق الله وحقوق الآدميين؛ أما مع تحقق ذلك؛ فيجب عليه ما ذكر فورا؛ وإجماعا؛ ولو تحقق أن عليه شيئا ونسيه؛ فـ " الورع" ؛ كما قال المحاسبي: أن يعين كل ذنب ويندم عليه بخصوصه؛ فإن لم يعلم ذلك؛ فهو غير مخاطب بالتوبة؛ لتعذرها؛ لكنه يلقى الله (تعالى) بذلك الذنب؛ كما لو نسي دائنه كذلك؛ وتسامح القاضي الباقلاني فقال: يقول: إن كان لي ذنب لم أعلمه؛ فأنا تائب إلى الله منه.

(طب ك) ؛ في الرقائق؛ (عن طارق) ؛ بمهملة وقاف؛ (المحاربي) ؛ بضم الميم؛ الكوفي؛ صحابي له حديثان؛ أو ثلاثة؛ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا طارق؛ استعد..." ؛ إلى آخره؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ وهو مستند المؤلف في رمزه لصحته؛ لكن قال الهيتمي: فيه عند الطبراني إسحاق بن ناصح؛ قال أحمد : كان من أكذب الناس.

التالي السابق


الخدمات العلمية