صفحة جزء
981 - " استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع؛ ومن طمع يهدي إلى غير مطمع؛ ومن طمع حيث لا مطمع " ؛ (حم طب ك) ؛ عن معاذ بن جبل ؛ (صح).


(استعيذوا) ؛ أي: تعوذوا؛ أي: اطلبوا الإعاذة؛ (بالله من طمع) ؛ أي: حرص شديد؛ (يهدي) ؛ أي: يدني؛ ويقرب؛ أو يجر؛ (إلى طبع) ؛ بفتح الطاء؛ والموحدة؛ أي: يؤدي إلى دنس؛ وشين؛ (ومن طمع يهدي إلى غير مطمع) ؛ أي: إلى تأميل ما يبعد حصوله؛ والتعلق به؛ قال في المصباح: ومن كلامهم: " فلان طمع في غير مطمع" ؛ إذا أمل ما يبعد حصوله؛ (ومن طمع حيث لا مطمع) ؛ أي: ومن طمع في شيء حيث لا مطمع فيه بالكلية؛ لتعذره؛ حسا؛ أو شرعا؛ فاستعمل الهدى فيه على الاستعارة؛ تهكما؛ ذكره الطيبي؛ وهذه الثالثة أحط مراتب الدناءة في مطمع؛ وأقبحها؛ فإن " حيث" ؛ من صيغ العموم في الأحوال والأمكنة والأزمنة؛ وقال يحيى بن كثير: لا يعجبك حلم امرئ حتى يغضب؛ ولا أمانته حتى يطمع؛ قال القاضي: و" الهداية" : الإرشاد إلى الشيء؛ والدلالة عليه؛ ثم اتسع فيه؛ فاستعمل بمعنى الإذن فيه؛ والإيصال إليه؛ و" الطبع" ؛ محركا: العيب؛ وأصله: الدنس؛ ولو معنويا؛ كالعيب؛ والعار؛ وأصله من صيغ العموم في الأمكنة؛ لكنه استعمل هنا فيها؛ وفي كل حال وزمان؛ وأصله الذي يعرض للسيف؛ والمعنى: تعوذوا بالله من طمع يسوقكم إلى شين في الدين؛ وازدراء بالمروءة؛ واحذروا التهافت على جمع الحطام؛ وتجنبوا الحرص والتكالب على الدنيا.

(حم طب؛ عن معاذ بن جبل ) ؛ ضد السهل؛ قال الحاكم : مستقيم الإسناد؛ وأقره الذهبي ؛ لكن قال الهيتمي: إن في رواية أحمد والطبراني عبد الله بن عامر الأسلمي؛ وهو ضعيف.

التالي السابق


الخدمات العلمية