صفحة جزء
999 - " استكثروا من النعال؛ فإن الرجل لا يزال راكبا؛ ما دام منتعلا " ؛ (حم تخ م ن)؛ عن جابر ؛ (طب)؛ عن عمران بن حصين ؛ (طس)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح).


(استكثروا من النعال) ؛ أمر إرشاد؛ والمراد الإكثار من إعدادها في السفر؛ وكلما وهت نعل وتخرقت؛ وجد في رجليه غيرها؛ فليس المراد باستكثارها لبس أكثر من نعل في حالة واحدة؛ كما قد يظن؛ ثم علل ذلك بقوله: (فإن الرجل) ؛ وصف طردي؛ وإنما خصه لأنه يكثر المشي؛ فيحتاج للنعل؛ (لا يزال راكبا؛ ما دام منتعلا) ؛ لفظ رواية مسلم : " ما انتعل" ؛ أي: هو شبيه بالراكب مدة دوامه لابسا للنعل في خفة المشقة؛ وقلة النصب؛ وسلامة رجله من نحو أذى أو شوك؛ وفيه إشارة إلى ندب الاستعداد لأهبة السفر؛ وخص الرجل؛ لأن السفر غالبا إنما يكون للرجال؛ فإن سافرت أثنى؛ أو خنثى؛ فهي كالرجال؛ قال القرطبي : هذا كلام بليغ؛ ولفظ فصيح؛ لا ينسج على منواله؛ ولا يؤتى بمثاله؛ وهو إرشاد إلى المصلحة؛ وتنبيه على ما يخفف المشقة؛ فإن الحافي المديم للحفا؛ يلقى من الألم والمشقة بالعثار وغيره ما يقطعه عن المشي؛ ويمنعه من الوصول لمقصده؛ والمنتعل يمكنه إدامة المشي؛ فيصل لمقصوده؛ كالراكب؛ فلذلك شبه به.

(حم تخ م ن؛ عن جابر) ؛ ابن عبد الله ؛ قال: " سمعت المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها يقول:..." ؛ فذكره؛ (طب؛ عن عمران بن حصين ) ؛ قال الهيتمي: فيه مجاعة بن الزبير ؛ لا بأس به في نفسه؛ وضعفه الدارقطني ؛ وبقية رجاله ثقات؛ (طس؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ قال الهيتمي: فيه إسماعيل بن مسلم المكي؛ وهو ضعيف.

التالي السابق


الخدمات العلمية