صفحة جزء
102 - " اتخذوا هذه الحمام المقاصيص في بيوتكم؛ فإنها تلهي الجن عن صبيانكم " ؛ الشيرازي؛ في الألقاب؛ (خط فر) ؛ عن ابن عباس ؛ (عد)؛ عن أنس ؛ (ض).


(اتخذوا) ؛ ندبا؛ وإرشادا؛ (هذه الحمام) ؛ كـ " سحاب" ؛ ما عب؛ وهدر؛ أي: شرب الماء بلا مص؛ وصوت؛ يقع على الذكر؛ والأنثى؛ ودخول الهاء لإفادة الوحدة؛ لا للتأنيث؛ قال ابن العماد: ويقع على الذي يألف البيوت؛ واليمام؛ والقماري؛ وساق حر؛ والفاختة؛ والقطا؛ والورشان؛ والعصفور؛ والفتخ؛ والحجل؛ والدراج؛ (المقاصيص) ؛ جمع " مقصوصة" ؛ أي: مقطوعة ريش الأجنحة؛ لئلا تطير؛ يقال: " قصصت الشعر" ؛ أي: قطعته؛ وقصصته؛ بالتثقيل؛ مبالغة؛ (في بيوتكم) ؛ بضم الباء؛ وتكسر؛ أي: أماكن سكنكم؛ (فإنها تلهي) ؛ من " لها؛ يلهو" ؛ لعب؛ (الجن عن) ؛ عبثهم بنحو (صبيانكم) ؛ وأذاهم؛ قيل: وللأحمر في ذلك مزيد خصوصية؛ [ ص: 112 ] ولعل وجهه أن الجن تحب من الألوان الحمرة؛ كما ورد في خبر؛ فإذا كان الحمام باللون المحبوب لهم؛ كانوا أكثر إقبالا على اللهو به؛ والاشتغال به عن العبث بالأطفال؛ قال في القاموس: ومجاورتها أمان من الخدر والفالج والسكتة والجمود والثبات؛ ومن فوائد اتخاذ الحمام أنه يطرد الوحشة؛ فقد أخرج الخطيب في التاريخ عن ابن عباس قال: شكا رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحشة؛ فقال: " اتخذ زوج حمام يؤنسك في الليل" ؛ لكن فيه محمد بن زياد ؛ كذاب؛ وأخرج ابن السني عن معاذ أن عليا شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحشة؛ فأمره أن يتخذ زوج حمام؛ ويذكر الله (تعالى) عند هديره؛ وأشار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " المقاصيص" ؛ إلى عدم اتخاذ غيرها؛ فإنه يجر إلى اللعب به؛ بالتطير أو المسابقة؛ وذلك مكروه؛ بل ترد الشهادة بإدامته؛ وفيه جواز حبس الطير في القفص؛ مع القيام بمؤنته؛ قال في شرح المقاصد: والجن أجسام لطيفة هوائية؛ تتشكل بأشكال مختلفة؛ ويظهر منها أحوال عجيبة؛ والشياطين أجسام نارية؛ شأنها إلقاء الناس في الفساد والغواية؛ انتهى؛ والظاهر أن المراد هنا كل منهما؛ كما يدل عليه السياق؛ (الشيرازي) ؛ أبو بكر أحمد بن عبدان الملقب بالباز الأبيض؛ منسوب إلى شيراز؛ بكسر المعجمة؛ فمثناة تحتية؛ وآخره زاي؛ قصبة بلاد فارس؛ ودار الملك؛ خرج منها جماعة من أهل التصوف والفقه والحديث؛ منهم هذا الحافظ؛ (في) ؛ كتاب (الألقاب) ؛ أي: ألقاب الرواة.

(خط)؛ في ترجمة محمد بن زياد اليشكري؛ (فر؛ عن ابن عباس ) ؛ قضيته أن مخرجه الخطيب خرجه ساكتا عليه؛ والأمر بخلافه؛ فإنه عقبه بنقله عن أحمد ؛ وابن معين؛ وغيرهما؛ أن محمد بن زياد كان كذابا؛ يضع الحديث؛ انتهى؛ وقال ابن حجر: فيه محمد بن زياد اليشكري؛ كذبوه؛ وفي الميزان: كذاب؛ وضاع؛ ثم أورد له هذا الخبر؛ يروي الموضوعات عن الأثبات؛ ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وتبعه المؤلف في مختصر الموضوعات؛ ساكتا عليه؛ وحكاه عنه في الكبير؛ وأقره؛ فكان ينبغي حذفه من هذا الكتاب؛ وفاء بشرطه؛ وممن جزم بوضعه ابن عراق؛ والهندي؛ وغيرهما؛ وما في الأدب المفرد للبخاري عن الحسن: سمعت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب؛ وذبح الحمام؛ فلا دلالة فيه على وضع هذا الحديث؛ ولا عدمه؛ كما وهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية