صفحة جزء
104 - " اتخذوا عند الفقراء أيادي؛ فإن لهم دولة يوم القيامة " ؛ (حل)؛ عن الحسين بن علي ؛ (ض).


[ ص: 113 ] (اتخذوا عند الفقراء) ؛ جمع " فقير" ؛ " فعيل" ؛ بمعنى " فاعل" ؛ يقال: " فقر؛ يفقر" ؛ إذا قل ماله؛ وغلب استعماله في الصوفية؛ وأهل السلوك؛ (أيادي) ؛ أي: اصنعوا معهم معروفا؛ و" اليد" ؛ كما تطلق على الجارحة؛ تطلق على النعمة والإحسان والقوة والسلطان؛ قال الزمخشري : من المجاز: " لفلان عندي يد" ؛ و" أيديت عنده" ؛ و" يديت" ؛ أنعمت؛ (فإن لهم دولة) ؛ انقلابا؛ من الشدة إلى الرخاء؛ ومن العسر إلى اليسر؛ فلو عرف الغني ما للفقير عند الله لاتخذه صاحبا؛ وترك الأغنياء جانبا؛ قال أبو عثمان المغربي: من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء؛ ابتلاه الله بموت القلب؛ قال في الكشاف: و" الدولة" ؛ بالفتح؛ والضم: ما يدول للإنسان؛ أي: يدور؛ من الجد؛ يقال: " دالت له الدولة" ؛ و" أديل لفلان" ؛ وقيل: " الدولة" ؛ بالضم: ما يتداول؛ وبالفتح؛ بمعنى التداول؛ وفي الأساس: " دالت به الدولة" ؛ و" دالت الأيام بكذا" ؛ و" أدال الله بني فلان من عدوهم" ؛ جعل الكرة لهم عليهم؛ (يوم القيامة) ؛ نصب على الظرفية؛ وقد تأدب السلف في هذا بأدب المصطفى؛ تأدبا حسنا؛ حتى حكي عن سفيان الثوري أن الفقراء في مجلسه كانوا أمراء؛ قال اليافعي: وكان بعض الفقراء الواجدين يغني ويبكي؛ ويقول في غنائه: قال لنا حبيبنا: اليوم لهم؛ وغدا لنا؛ وظاهر صنيع المصنف أن هذا الحديث هو بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل بقيته عند مخرجه: " فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيروا إلى الفقراء؛ فاعتذروا إليهم؛ كما يعتذر أحدكم إلى أخيه في الدنيا" ؛ انتهى بنصه.

(فائدة) : رأى بعض العارفين عليا - كرم الله وجهه - في النوم؛ فقال له: ما أحسن الأعمال؟ قال: " عطف الأغنياء على الفقراء؛ وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله (تعالى)" .

(حل؛ عن الحسين بن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف جدا؛ انتهى؛ ورمز المصنف لضعفه؛ لكن ظاهر كلام الحافظ ابن حجر أنه موضوع؛ فإنه قال: لا أصل له؛ وتبعه تلميذه السخاوي ؛ فقال؛ بعدما ساقه وساق أخبارا متعددة من هذا الباب: وكل هذا باطل؛ كما بينته في بعض الأجوبة؛ وسيق إلى ذلك الذهبي وابن تيمية وغيرهما؛ قالوا: ومن المقطوع بوضعه حديث: " اتخذوا مع الفقراء أيادي قبل أن تجيء دولتهم" ؛ ذكره المؤلف وغيره عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية