صفحة جزء
105 - " اتخذه من ورق؛ ولا تتمه مثقالا - يعني الخاتم " ؛ (3)؛ عن بريدة ؛ (ح).


(اتخذه من ورق) ؛ بفتح الواو؛ وتثليث الراء؛ فضة؛ قال في الكشاف: " الورق" : فضة مضروبة؛ أو غير مضروبة؛ (ولا تتمه) ؛ بضم؛ فكسر؛ تكمله؛ من " أتم الشيء" ؛ أكمله؛ قال الراغب : وتمام الشيء انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه؛ والناقص ما يحتاج إلى شيء خارج عنه؛ ويقال ذلك للمعدود والممسوح؛ (مثقالا) ؛ بكسر؛ فسكون؛ معروف؛ وهو درهم وثلاثة أسباع درهم؛ فإن بلغ مثقالا؛ كره كراهة تنزيه؛ فإن زاد عليه ففي تحريمه وجهان؛ والأصح أنه إن لم يعد إسرافا عرفا؛ جاز؛ وإلا فلا؛ وفي رواية لأبي داود: " ولا تتمه مثقالا؛ ولا قيمة مثقال" ؛ قال الحافظ الزين العراقي: ومعنى هذه الزيادة أنه ربما وصل الخاتم بالنفاسة في صنعته إلى أن يكون قيمته مثقالا؛ فهو داخل في النهي أيضا؛ وقوله: (يعني الخاتم) ؛ تفسير من الراوي لما أشير إليه بضمير " اتخذه" ؛ ولبس الخاتم سنة؛ قال ابن العربي: الخاتم عادة في الأمم ماضية؛ وسنة في الإسلام قائمة؛ وفي المواهب القسطلانية؛ وشرح الشمائل للهيتمي؛ وغيرهما؛ عن جدي الشرف المناوي - رحمه الله (تعالى) -: تحصل السنة بلبسه مطلقا؛ ولو مستعارا؛ أو مستأجرا؛ لكن الأفضل لبسه بالملك؛ واستدامته؛ انتهى.

وكذا ابن حبان ؛ وصححه؛ (عن بريدة ) ؛ بضم الباء الموحدة؛ وفتح الراء المهملة؛ ابن الحصيب؛ بضم المهملة؛ وفتح المهملة الثانية؛ فتحتية؛ فموحدة؛ ابن عبد الله الأسلمي؛ قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه خاتم من حديد؛ فقال: " ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟!" ؛ فطرحه؛ ثم جاء وعليه خاتم من صفر؛ فقال: " ما لي أجد منك ريح الأصنام؟!" ؛ فطرحه؛ ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب؛ فقال: " ما لي أرى عليك حلية أهل الجنة؟!" ؛ قال: يا رسول الله؛ فمن أي شيء أتخذه؟ قال: " اتخذه من ورق..." ؛ إلى آخره؛ قال الترمذي : حديث غريب؛ قال ابن حجر: وفيه عبد الرحمن بن مسلم ؛ أبو طيبة؛ قال أبو حاتم : لا يحتج به؛ وقال ابن حبان : يخطئ؛ ومع ذلك صححه؛ فدل على قبوله له؛ وأقل درجاته الحسن؛ انتهى؛ [ ص: 114 ] ولذلك رمز المؤلف لحسنه؛ لكن ضعفه النووي في المجموع؛ وشرح مسلم ؛ وتبعه جمع من الفقهاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية