صفحة جزء
1050 - " أشد الناس يوم القيامة عذابا؛ إمام جائر " ؛ (ع طس حل) ؛ عن أبي سعيد ؛ (ح).


(أشد الناس يوم القيامة عذابا) ؛ قد علم وجه التلفيق بينه وبين ما قبله؛ وما بعده؛ وبين قوله: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ؛ وجمع أيضا بأنه ليس في الآية ما يقتضي أن آل فرعون تختص بأشد العذاب؛ بل هم في العذاب الأشد؛ مع غيرهم؛ وبأن المعنى: " من أشدهم" ؛ وإلا فإبليس أشد عذابا من هؤلاء؛ ومن غيرهم؛ وكذا قابيل؛ ومن قتل نبيا؛ أو قتله نبي؛ ونحو ذلك؛ (إمام) ؛ أي: خليفة؛ أو سلطان؛ ومثله القاضي؛ (جائر) ؛ لأن الله ائتمنه على عباده؛ وأمواله؛ ليحفظها؛ ويراقب أمره في صرفها في وجوهها؛ ووضع كل شيء في محله؛ فإذا تعدى في شيء من ذلك؛ فهو خليق بأن يشتد الغضب عليه؛ ويحاسب أشد الحساب؛ ثم يعاقب أفظع العقاب؛ قال سقراط: ينبوع فرج العالم؛ الإمام العادل؛ وينبوع خرابهم؛ الملك الجائر؛ وقد أفاد هذا الوعيد أن جور الإمام من الكبائر.

(ع طس حل؛ عن أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ رمز المصنف لحسنه؛ ولم يصححه؛ لأن فيه محمد بن جحادة ؛ قال الذهبي في الضعفاء: كان يغلو في التشيع؛ وقال الهيتمي - بعدما عزاه للطبراني -: فيه عطية؛ وهو متروك؛ وقد ورد بسند صحيح بأتم من هذا؛ وروى أحمد والبزار من حديث ابن مسعود ؛ موقوفا: " أشد الناس عذابا يوم القيامة؛ من قتل نبيا؛ أو قتله نبي؛ وإمام جائر" ؛ قال زين الحفاظ العراقي؛ في شرح الترمذي : إسناده صحيح؛ فلو آثر المؤلف هذه الرواية؛ كان أولى.

التالي السابق


الخدمات العلمية