صفحة جزء
1066 - " أشرف الإيمان؛ أن يأمنك الناس؛ وأشرف الإسلام؛ أن يسلم الناس من لسانك؛ ويدك؛ وأشرف الهجرة؛ أن تهجر السيئات؛ وأشرف الجهاد؛ أن تقتل وتعقر فرسك " ؛ (طص)؛ عن ابن عمر ؛ ورواه ابن النجار؛ في تاريخه؛ وزاد: " وأشرف الزهد؛ أن يسكن قلبك على ما رزقت؛ وإن أشرف ما تسأل من الله - عز وجل - العافية في الدين؛ والدنيا" ؛ (ض).


(أشرف الإيمان) ؛ أي: من أرفع خصال الإيمان؛ وكذا يقال فيما بعده؛ (أن يأمنك الناس) ؛ أي: يأمن منك الناس المعصومون على دمائهم وأموالهم ونسائهم وأعراضهم؛ فلا تتعرض لهم بمكروه يخالف الشرع؛ وكل المسلم على المسلم حرام؛ (وأشرف الإسلام؛ أن يسلم الناس من لسانك) ؛ فلا تطلقه بما يضرهم؛ (ويدك) ؛ فلا تبسطهما بما يؤذيهم؛ (وأشرف الهجرة؛ أن تهجر السيئات) ؛ أي: تترك فعلها؛ لأن ذلك هو الجهاد الأكبر؛ فإذا جاهد المكلف نفسه؛ وأذلها؛ وأكرهها على ترك ما ركز فيها؛ وجبلت عليه من إتيان المعاصي؛ حتى انقادت؛ ومرنها على ذلك حتى اطمأنت؛ وصارت بعدما كانت أمارة؛ مطمئنة؛ تاركة باختيارها للسيئات؛ داعية إلى لزوم الطاعات؛ فقد حصل على رتبة هي أشرف من الهجرة الظاهرة؛ التي هي الانتقال من دار الكفر؛ إلى دار الإسلام؛ (وأشرف الجهاد أن تقتل وتعقر فرسك) ؛ في سبيل الله؛ أي: تعرضه بالمبالغة في القتال عليه لأن يجرحه العدو عدة جرحات؛ وتضرب قوائمه السيوف؛ ففي الصحاح: " عقره" ؛ جرحه؛ و" عقر الفرس بالسيف؛ فانعقر" ؛ أي: ضرب قوائمه؛ فهو عقير؛ وفي المصباح: " عقره" ؛ جرحه؛ و" عقر البعير بالسيف؛ عقرا" ؛ ضرب قوائمه؛ ولا يطلق العقر في غير القوائم؛ وربما قيل: " عقره" ؛ إذا نحره.

(طص)؛ وكذا أبو نعيم ؛ [ ص: 524 ] والديلمي ؛ كلهم؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وقال الطبراني : تفرد به منبه عن أنس ؛ (ورواه ابن النجار؛ في تاريخه) ؛ تاريخ بغداد؛ عن ابن عمر ؛ أيضا؛ (وزاد) ؛ في روايته؛ على ما ذكر: (وأشرف الزهد؛ أن يسكن قلبك على ما رزقت) ؛ أي: لا يضطرب ولا يتحرك لطلب الزيادة؛ لعلمه بأن حصول ما فوق ذلك من المحال؛ (وإن أشرف ما تسأل من الله - عز وجل - العافية في الدين؛ والدنيا) ؛ فإن ذلك قد انتهت إليه الأماني؛ وهذا الحديث - أصلا؛ وزيادة - ضعيف؛ وسببه أن فيه عند الطبراني ومن على قدمه؛ صدقة بن عبد الله السمين؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: قال أحمد والبخاري : ضعيف جدا؛ عن الوضين بن عطاء ؛ قال أبو حاتم : يعرف؛ وينكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية