صفحة جزء
1072 - " أشقى الناس؛ عاقر ناقة ثمود؛ وابن آدم؛ الذي قتل أخاه؛ ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه؛ لأنه أول من سن القتل " ؛ (طب ك حل) ؛ عن ابن عمرو ؛ (صح).


[ ص: 526 ] (أشقى الناس) ؛ أي: أشدهم عذابا؛ ولفظ رواية الطبراني : " أشقى الناس ثلاثة" ؛ (عاقر ناقة ثمود) ؛ أي: قاتلها؛ وهو قدار بن سالف؛ (وابن آدم) ؛ لصلبه؛ وهو قابيل؛ (الذي قتل أخاه) ؛ هابيل؛ كان آدم أراد أن يزوج ليوذا؛ التي ولدت مع هابيل؛ لقابيل؛ فأبى قابيل؛ لكون إقليميا؛ أجمل؛ وزعم أنه أحق بها؛ لأن حواء حملته في الجنة؛ فولدته في الأرض؛ فقال آدم: " من قبل قربانه فإقليميا له" ؛ فقربا؛ فأكلت النار قربان هابيل؛ فحسده أخوه؛ فقتله؛ فباء بإثم عظيم؛ بحيث إنه؛ (ما سفك) ؛ أي: أريق؛ (على الأرض) ؛ بعد ذلك؛ (من دم) ؛ بالقتل ظلما؛ (إلا لحقه منه) ؛ أي: من إثمه نصيب؛ ففي الكلام حذف؛ وعلل ذلك بقوله: (لأنه أول من سن القتل) ؛ أي: جعله طريقة متبعة؛ وسيرة سيئة؛ ولم يقتل قبله أحد أحدا؛ كما أن من سن سنة حسنة فله أجرها؛ وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة؛ ومن سن سنة سيئة؛ فعليه وزرها؛ ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ هكذا جاء في عدة أخبار؛ وفي خبر آخر: " ما من نفس تقتل ظلما؛ إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها؛ لأنه أول من سن القتل" ؛ و" السفك" ؛ و" السبك" ؛ و" السفح" ؛ و" السن" ؛ و" الشن" ؛ أنواع من الصب؛ كما ذكره الإخوان؛ قال الحافظ الهيتمي: سقط من الأصل الثالث؛ والظاهر أنه قاتل علي - كرم الله وجهه -؛ كما ورد في خبر رواه الطبراني أيضا؛ أهـ؛ وأقول: يجوز أن يكون طوى ذكره؛ دلالة على شهرته بينهم؛ ونحوه في الطي قول جرير :


كانت حنيفة أثلاثا فثلثهم ... من العبيد وثلث من مواليها



والمراد أن هؤلاء الثلاثة من الأشقى؛ بل قد يكون غيرهم أشقى؛ كمن قتل نبيا.

(طب ك حل؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ قال الهيتمي وغيره: فيه ابن إسحاق ؛ مدلس؛ وحكيم بن جبير ؛ وهو متروك.

التالي السابق


الخدمات العلمية