صفحة جزء
1075 - " أشهدوا هذا الحجر خيرا؛ فإنه يوم القيامة شافع؛ مشفع؛ له لسان؛ وشفتان؛ يشهد لمن استلمه " ؛ (طب)؛ عن عائشة ؛ (ح).


(أشهدوا) ؛ بفتح الهمزة؛ وكسر الهاء؛ بضبط المصنف؛ (هذا الحجر) ؛ بفتحات؛ أي: اجعلوا الحجر الأسود شهيدا لكم على خير؛ أي: عمل صالح تفعلونه عنده؛ كتقبيل؛ واستلام له؛ أو دعاء؛ أو ذكر؛ (فإنه يوم القيامة شافع) ؛ فيمن أشهده خيرا؛ (مشفع) ؛ أي: مقبول الشفاعة فيه؛ (له لسان) ؛ ناطق؛ (وشفتان؛ يشهد لمن استلمه) ؛ أي: لمسه: إما بالقبلة؛ أو باليد؛ قال ابن السكيت : همزته العرب على غير قياس؛ فقالوا: " استلأمت الحجر" ؛ والأصل: " استلمت" ؛ لأنه من " السلام" ؛ وهي الحجارة؛ وقال ابن الأعرابي : " الاستلام" ؛ أصله مهموز؛ من " الملأمة" ؛ وهي الاجتماع؛ وحكى الجوهري القولين؛ فأفاد الحديث ندب استلام الحجر؛ وتأكده؛ ومن ثم قالت الشافعية: يندب للطائف أن يستلم الحجر الأسود بيده في ابتداء الطواف؛ ويقبله بلا ظهور صوت؛ ويضع جبهته عليه؛ ويفعل كلا من ذلك في كل طوفة؛ فإن كثرت الزحمة استلمه بيده؛ ثم قبلها؛ فإن عجز؛ وضع عليه نحو عود؛ ثم قبل طرفه؛ فإن عجز؛ أشار إليه بيده؛ أو بشيء فيها؛ ثم يقبل ذلك؛ ولا يسن تقبيل غيره من البيت؛ ولا استلامه؛ فإن فعله؛ فحسن؛ غير أنا نؤمر بالاتباع.

(طب؛ عن عائشة ) ؛ وقد أعله الهيتمي وغيره؛ بأن فيه الوليد بن عباد؛ وهو مجهول؛ وبقية رجاله ثقات؛ أهـ؛ فرمز المؤلف لحسنه؛ لعله لاعتضاده.

التالي السابق


الخدمات العلمية