صفحة جزء
1080 - " أصحاب البدع؛ كلاب النار " ؛ أبو حاتم الخزاعي؛ في جزئه؛ عن أبي أمامة ؛ (ض).


(أصحاب البدع) ؛ بكسر؛ ففتح؛ جمع " بدعة" ؛ أي: أهل الأهواء؛ (كلاب النار) ؛ أي أنهم يتعاوون فيها عواء الكلاب؛ أو أنهم أخس أهلها؛ وأحقرهم؛ كما أن الكلاب أخس الحيوانات؛ وأحقرها؛ فالمبتدعة أعظم جرما من الفساق؛ وأشد ضررا؛ ففتنة المبتدع في أصل الدين؛ وفتنة المذنب في الشهوات؛ والمبتدع قصد للناس على الصراط المستقيم؛ يصد عنه؛ والمذنب [ ص: 529 ] ليس كذلك؛ والمبتدع قادح في أوصاف الرب؛ وكماله؛ والمذنب ليس كذلك؛ والمبتدع مناقض لما جاء به الرسول؛ والعاصي ليس كذلك؛ والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة؛ والعاصي بطيء السير؛ بسبب ذنوبه؛ والمراد بأهل البدع هنا: الذين نكفرهم ببدعتهم؛ ولا مانع من إرادة من لا يكفر بها أيضا؛ إذ ليس في الخبر إلا أنهم في النار؛ على وجه الحسرة والوبال والهوان؛ وسوء الحال؛ وليس فيه تعرض لخلود ولا عدمه؛ وأنشد جمال الدين والأئمة؛ أبو المظفر السمعاني:


يا طالب العلم صادم كل بطال ... وكل غاو إلى الأهواء ميال

    واعمل لعلمك سرا أو علانية
... ينفعك يوما على حال من الحال

    خذ ما أتاك من الأخبار من أثر
... شبها بشبه وأمثالا بأمثال

    ولا تميلن يا هذا إلى بدع
... تضل أصحابها بالقيل والقال

    ألا فكن أثريا خالصا فهما
... تعش حميدا ودع آراء ضلال



( أبو حاتم ) ؛ محمد بن عبد الواحد بن زكريا؛ (الخزاعي في جزئه) ؛ المشهور؛ (عن أبي أمامة) ؛ الباهلي .

التالي السابق


الخدمات العلمية