صفحة جزء
1109 - " اطلبوا الرزق في خبايا الأرض " ؛ (ع طب هب)؛ عن عائشة ؛ (ض).


(اطلبوا الرزق في خبايا الأرض) ؛ جمع " خبيئة" ؛ كـ " خطيئة" ؛ و" خطايا" ؛ أي: التمسوه في الحرث؛ لنحو زرع؛ وغرس؛ فإن [ ص: 542 ] الأرض تخرج ما فيها من النبات الذي به قوام الحيوان؛ وقيل: أراد استخراج الجواهر والمعادن من الأرض؛ وإنما أرشد لطلب الرزق منها لأنه أقرب الأشياء إلى التوكل؛ وأبعدها من الحول والقوة؛ فإن الزارع إذا كرب الأرض؛ ونقاها؛ وقام عليها؛ ودفن فيها الحب؛ تبرأ من حوله وقوته؛ ونفدت حيلته؛ فلا يرى لنفسه حيلة في إنباته؛ وخروجه؛ بل ينظر إلى القضاء والقدر؛ ويرجو ربه؛ دون غيره؛ في إرسال السماء؛ ودفع الآفة؛ مما لا حيلة لمخلوق فيه؛ ولا يقدر عليه إلا الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض؛ ومن شعر ابن شهاب الزهري قوله في المعنى:


تتبع خبايا الأرض وادع مليكها ... لعلك يوما أن تجاب وترزقا



(ع طب) ؛ في الأوسط؛ (هب؛ عن عائشة ) ؛ قال الهيتمي: فيه هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي؛ ضعفه ابن حبان ؛ انتهى؛ وقال النسائي : ذا حديث منكر؛ وقال ابن الجوزي : قال ابن طاهر: حديث لا أصل له؛ وإنما هو من كلام عروة ؛ بل أشار مخرجه البيهقي إلى ضعفه بقوله عقبه: هذا إن صح؛ فإنما أراد الحرث؛ وإثارة الأرض للزروع؛ انتهى؛ وفي الميزان عن ابن حبان : مصعب بن الزبير ينفرد بما لا أصل له من حديث هشام ؛ لا يعجبني الاحتجاج بخبره؛ إذا انفرد؛ ثم ساق له هذا الخبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية